قالت صحيفة لوموند الفرنسية الشهيرة أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وأول رئيس حكومة في تاريخ المغرب لولايتين متتاليتين، يعتبر هو كلمة السر في نجاح الإسلاميين في المغرب، رغم فشلهم وإفشالهم في عدة دول عربية بعد حراك الربيع العربي.
وأفادت الصحيفة الفرنسية في تقرير لها أن بنكيران رجل يحب البساطة، ويحافظ على هذا النمط، بغض النظر عن المنصب الذي يتقلده في البلاد، والدليل على ذلك، رفض بنكيران عندما تقلد منصب رئيس الحكومة سنة 2011، الانتقال للعيش في منزل فاخر تخصصه الدولة لرئيس الحكومة المغربية وهو ما كان حديث الساعة آنذاك، مضيفة أنه وبعد بلوغه سن 63 سنة، حقق نصرا جديدا لحزبه العدالة والتنمية، الذي حافظ بفضل هذا الانتصار الجديد من الحفاظ على مركزه في ريادة المشهد السياسي في المغرب منذ سنة 2011
وأضافت لومند أن بنكيران فرض نفسه كشخصية بارزة في الحياة السياسية المغربية، له قاعدة جماهيرية عريضة رغم أن المغرب يعتبر من البلدن الذي تنعدم فيهم الثقة في القادة السياسيين، مشيرة أنه ورغم أن البعض يتهمه بالشعبوية، والبعض الآخر ينتقد لباسه غير الائق عليه كرئيس للحكومة المغربية إلا أن الجميع، من أعدائه قبل أصدقائه معترفون بحنكته وكفاءته السياسية، حيث يجمع المتتبعون أن العنصر الأبرز الضامن لتفوق العدالة والتنمية الإسلامي بالمغرب، كونه حجر الأساس.
واعتبر التقرير أن الوسط الذي نشأ فيه عبد الإله بنكيران، وهو الذي ساعده على التفوق السياسي والتمرس، حيث أكسبه الكثير من الخبرة كون أمه ناشطة في حزب الاستقلال، كما أنه كان يقطن حي العكاري الشعبي بالعاصمة الرباط، خلال الفترة التي شهدت فيها البلاد الكثير من الاضطرابات.
وتحدثت الجريدة نوعا ما عن السيرة الذاتية لبنكيران، حيث كان محتكا بالشبيبة الاشتراكية، ليتحق بعدها بحركة “الشبيبة الإسلامية”، لكنه عاش أوقاتا صعبة بعد أن اتهمت الشبيبة الإسلامية باغتيال النقابي اليساري عمر بنجلون.
وتخلى بنكيران عن العنف بسبب القمع الذي عاشته الشبيبة الإسلامية بعد وفاة بنجلون، ليقرر بعد ذلك فك الارتباط برئيس حركة الشبيبة الإسلامية عبد الكريم مطيع.
وقالت الصحيفة أن الأمين العام للعدالة والتنمية يتميز بشخصية تطبعها البارغماتية، تمتلك دهاء سياسيا كبيرا ما مكنه من فهم العلاقات المتنوعة بين مختلف الفاعلين السياسيين في البلاد، كما أن تعيينه على رأس العدالة والتنمية” سنة 2008، شكل مفاجأة للجميع.
ونقلت لوموند بعد التعاليق من بعض الشخصيات السياسية المغربية، حيث قال عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة للعدالة والتنمية :” تم تعيين عبد الإله بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية؛ لأن الحزب كان يبحث عن شخصية مناضلة”، فيما قال الصحفي المغربي عمر بروكسي إن حزب العدالة والتنمية عاش تأسيسا جماعيا، تعلم قادته على مر السنين كيفية إدارة الاختلافات فيما بينهم، وهو ما جعل الحزب يتحصل على هذه النقطة القوية.