قامت شركة النفط الوطنية “أرامكو” بتوقيع مذكرات تفاهم الثلاثاء مع عدد من الشركات التركية، حتى يتسنى لهذه الأخيرة في مناقصات “أرامكو”، والعمل في السوق السعودية، في نفس الوقت الذي تستعد فيه الرياض من أجل عقد اجتماع خليجي تركي على مستوى وزراء الخارجية، من أجل بحث التعاون في القضايا السياسية الراهنة.
واعتبر براءات ألبيرق، وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي أن هذه الاتفاقية التي تم توقيعها من طرف أرامكو و18 شركة تركية من شأنه أن يقوم بتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مضيفا في مؤتمر صحفي مشترك قال بعقده مع نظيره السعودي خالد الفالح، ورئيس شركة أرامكو أمين بن حسن الناصر إن العالاقات بين البلدين الشقيقين أصبحت تكتسب زخما متسارعا وتسير أيضا بخطوات ثابثة نحو الأمام.
وقال ألبيرق في نفس المؤتمر الذي تم تنظيمه قبيل توقيع مذكرات التفاهم بين اسطنبول والرياض، أن يوم 15 يوليوز الذي شهد المحاولة الانقلابية يعتبر بالفعل يوما مهما للغاية لأنه أظهر للعالم متانة الاقتصاد التركي في مواجهة الأزمات الاقليمية والعالمية، مثبتا قدرة البلاد على مواصلة التنمية على حد قوله.
وأكد الوزير التركي أن بلاده مستمرة بالعمل من أجل إحلال السلام بالمنطقة حيث قال :”أود أن أؤكد مرة أخرى على مبادئ تركيا الثلاثة في العمل بمجال الطاقة، وهي ضرورة أن تكون المشاريع تصب في مصلحة الجانبين، وأن تساهم في تحقيق السلام والاستقرار وأمن الطاقة، وتنمية القوى العاملة الخبيرة لتحقيق النمو في قطاع الصناعة”.
من جهته قال خالد فلاح، وزير الطاقة السعودي أن المذكرة التي تم توقيعها، سوف تشكل في خلق الإطار القانوني للمشاريع الرأسمالية في الغد القريب مضيفا أنه يشعر بالسعادة بسبب النجاحات الاقتصادية التي تحققها تركيا :”نحن نأمل بتعزيز أقوى للعلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية. ونرغب بالعمل جنبًا إلى جنب مع الشركات التركية من أجل تحقيق رؤية المملكة للعام 2030. إن السعودية مقبلة على استثمارات ربما تصل إلى مئات المليارات من الدولارات، ومذكرات التفاهم هذه ستشكل أرضية يمكن الاستناد إليها خلال السنوات القادمة”.
وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن اجتماعا يتم الإعداد له بمشاركة وزراء الدول الخليجية ووزير الخارجية التركي مولود أغلو، حيث سيكون الاجتماع برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون.
وقال عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون أن هذه الاجتماع يأتي في إطار الحوار الاستراتيجي القائم بين الجانبين مضيفا في بيان رسمي صادر عن مكتبه حول الأمور التي سيتم التطرق إليها :”الاجتماع سيبحث سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات بين مجلس التعاون والجمهورية التركية، بالإضافة إلى مناقشة القضايا السياسية الراهنة، وتطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة، والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب”.