قالت جريدة محافل الإسرائيلية المرتبطة بدوائر القرار في تل أبيب، أن هذه الأخيرة أصبحت متخوفة من أن تنتقل هذه العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس إلى عمليات ذات طابع جماعي بعد أن كانت ذات طابع فردي حتى الأمس القريب.
وقال تقرير صادر عن مركز “يوشلم لدراسة المجتمع والدولة”، والتي يرأس مجلس إدارته دوري غاولد وكيل زير الخارجية الإسرائيلي إن العملية الأخيرة في القدس، والتي نفذها الشهيد مصباح أبو صبيح حملت طابعا منظما وليس فرديا، مضيفا أن ما يشيد لذلك هو أن العملية تمت بسلاح ناري، بالإضافة إلى إعداد فيديو يبين مصباح وهو يقوم بتلاوة وصيته.
وزعم المركز أنه بالرغم من أنو أبو صبيح قام بالعمل بشكل منفرد، إلا أن التنظيم الباطن يدل على أن الإعداد تم ضمن التعليمات الفضفاضة التي قامت حركة المقاومة الإسلامية حماس بإعطائها، لأنه ينتمي لهذا التنظيم، حيث توقع ذات المركز أن حماس ستقوم بتنفيذ عدد أكبر من العمليات بشكل يظهر خلفيتها التنظيمية في أقرب وقت، مضيفا أن الفرحة الكبيرة التي تلت العملية الاستشهادية بمدينة القدس المحتلة، تعني أن حماس تمتلك شعبية جارفة في المدينة ما يجعلها قادرة على تجنيد عدة أشخاص لتنفيذ العمليات.
من جهته اعتبر عاموس هرئيل، معلق الشئون العسكرية لصحيفة هارتس أن تراجع القدرة الإسرائيلية عن إحباط هذه العمليات راجع إلى ضعف مكانة السلطة الفلسطينية وتراخي قبضتها الأمنية، حيث قال في تعليق نشرته الصحيفة يوم الاثنين أن تقلص أسهم السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، ساهم بشكل كبير في تقلص عوائد التعاون بينها وبين السلطات الأمنية الإسرائيلية، ما وفر بيئة خصبة سمحت بتنفيذ هذه العمليات.
واعتبر هرئيل أن الدور الكبير للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، يجب أن يكون هو منع الشباب الفلسطيني من تنفيذ عمليات تهدف إلى الحصول على أسلحة نارية، لأن ذلك يزيد من دافعتهم لتنفيذ هذه العمليات، بالإضافة إلى أن هذا التطور يجعل الكلفة البشرية باهضة الثمن، مشددا على أن القلق كل القلق يأتي من الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس المحتلة، لأنهم يحملون بطاقة هوية إسرائيلية تساعدهم على على التحرك في أي مكان وسط المستوطنين الإسرائيلية وهو ما يزيد هامش المناورة للراغبين في القيام بمثل هذه العمليات، وهو الأمر الصعب السيطرة عليه.
وأشار ذات المتحدث أن العامل الديني يعتبر مهما للغاية في العمليات التي تشهدها القدس، ليس فقط بسبب هوية منفذ هذه العمليات والذي يعتبر من القادة المرابطين في الحرم القدسي الشريف، بل أيضا بسبب السياق الذي تم فيه وضع العملية، معتبرا أن ما حفز مصباح لتفيذ هذه العمليات كان هو اقتحام عدد من المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى، واحتكاكهم بالفلسطينيين والمستوطنين في بلدة سلوان التي يسكنها.