قال رائد صالح مسؤول الدفاع المدني الناشط في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية بعد عدم حصول “الخوذ البيضاء” على جائزة نوبل أن أفضل جائزة يمكن الحصول عليها هي إنقاذ حياة إنسان، مضيفا أن مسألة تتويج الرئيس الكولومبي بها، يعطي السوريين أملا في إمكانية انتهاء الحرب في بلادهم.
وأضاف ذات المتحدث بعد صدور نتائج جائزة نوبل وعدم فوز منظمته أحد أكثر المنظمات التي كانت مرشحة للفوز بها :”بالنسبة إلينا، يبقى إنقاذ حياة إنسان أفضل جائزة يمكن أن نحصل عليه، هذا الإنجاز يغنينا عن كل الجوائز الأخرى”.
وقام الدفاع السوري بتهنئة الرئيس الكولومبي على هذا التتويج عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قال فيها ” نتمنى السلام للشعب الكولومبي الذي توصل إلى اتفاقية أنهت 50 سنة من الصراع، منح هذه الجائزة يجعلنا سعداء بأن ثمة بلدا آخر انتهت فيه الحرب ويمنحنا أملا بأن يكون دورنا في المستقبل لتنتهي الحرب “.
هذا وكانت لجنة نوبل النرويجية الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الجمعة جائزة نوبل للسلام سنة 2016، وذلك تكريما لجهوده فو وضع حد لأكثر من 50 سنة من الحرب الأهلية في بلاده مع الميليشيات المعارضة اليسارية، بعد توقيع معاهدة سلام، إلا أن القرار يعتبر مفاجئا، خصوصا بعد أن قام الشعب الكولومبي بإبطال هذا الاتفاق عن طريق استفتاء اختار فيه عدم السلام مع هذه الميليشيات وتكملة المواجهة.
وشهدت سوريا حربا منذ شهر مارس 2011، بدأ بعد انتشار العديد من حركات الاحتجاج السلمية ضد النظام السوري الذي قمعها بقوة، لتتحول المظاهرات إلى حروب مدمرة تسبب حتى الآن بمقتل أكثر من 300 ألف شخص، كما سببت نزوح ولجوء نصف سكان البلاد إلى خارج الأراضي السورية.
وكانت منظمة “الخوذ” البيضاء التي تضم حوالي 3 آلاف متطوع قد بدأت العمل سنة 2013، حيث بدأت التسمية تنتشر منذ سنة 2014، وذلك بسبب الخوذ التي يضعونها فوق رأسهم.
وتصدرت صور أصحاب الخوذ البيضاء وسائل الإعلام العربية والعالمية أثناء بحثهم عن العالقين تحت أنقاض البنايات أو خلال قيامهم بحمل أطفال مخضبين بالدماء إلى المستشفيات.
وقال رائد صالح قد قال تعليقا على الدعم الذي تلقته مجموعته من أجل الفوز بجائزة نوبل :” سعداء جدا بحجم الدعم والثقة التي حصلنا عليها من الناس حول العالم، كنا نتمنى الفوز بالجائزة، لأن من شأن ذلك أن يسلط الضوء أكثر على تضحيات فرقنا التي تعمل تحت القصف وعلى حجم معاناة المدنيين في المدن المحاصرة، على غرار مدينة حلب وريف دمشق.
هذا وتزامن صدور نتائج جائزة نوبل للسلام مع إعلان الدفاع المدني عن مقتل أحد المتطوعين في صفوفه يدعى محمود المحمد والبالغ من العمر 24 سنة بمدينة درعا، أثناء القيام بمهمته إنقاذ، ليكون بذلك القتيل رقم 142 في صفوف متطوعي “الخوذ البيضاء” والذين قتلوا منذ سنة 2013.
وكان متطوعوا الدفاع المدني قد فازوا الشهر الماضي بجائزة المنظمة السويدية الخاصة “رايت لايفليهود” السنوية لحقوق الإنسان، وذلك من أجل تقدير مجهودات عناصر “الخوذ البيضاء” الاستثنائية وتعاطفهم والتزامهم الإنساني للمدنيين من الحرب والدمار الذي سببته الحرب السورية، حيث اعتبر الدفاع الوطني أن هذه الجائزة نوبل “ثانية”.