جدل جديد، أنطلق في وسائل التواصل الكلاسيكية والجديدة، بسبب ظهور بعض الممثيل العرب لبلدانهم في جنازة شيمون بيريز وهم متأثرين في مراسم التوديع.
مصر التي قعدت الكثير من الخطوات للتقرب من تل إبيب، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد ظهور وزير خارجيتها سامح شكري في حالة متأثرة أثناء حضوره جنازة بيريز، وهو ما لم يستسغه ناشطو الصفحات الزرقاء، فيما أبدى بعد الإعلاميين الموالين لنظام المشير عبد الفتاح السيسي عدم اكتراثهم بالأمر، معتبرين الأمر يدخل في البروتوكول المحض.
من جهته دافع جمال بيومي، وزير الخارجية المصري الأسبق عن مشاركة شكري في الجنازة، معتبرا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وحضر جنازة يهودي مضيفا :” هل نحن أفضل من رسول الله حتى نعترض على مشاركة شكري في جنازة بيريز”.
واعتبر بيومي في تصريحات لصحيفة “اليوم السابع” المصرية أن سامح شكر شارك في الجنازة لاعتبار واحد وهو كونه مسئول مصري ووزيرا للخارجية مضيفا أنه كان يتمنى أن يشارك السيسي نفسه ورئيس الوزراء المصري في الجنازة أيضا.
في نفس السياق، قال الكاتب الصحفي محمد أمين في مقال جديد له أن المفكر السياسي “أسامة الغزالي حرب” صارحه شخصيا بأنه كان يتمنى مشاركة السيسي بنفسه في هذه الجنازة، معتبرا أن هذه المشاركة كان ستضع السيسي على رأس الحضور ما سيجعله يخطف الأضواء من باراك أوباما نفسه، مضيفا في ذات المقال أن رجل الأعمال المصري صلاح دياب كان قد أبلغه في وقت سابق رغبته في أن يرى حضور السيسي في الجنازة معتبرا ذلك زيارة تشبه زيارة السادات في الكنيست الإسرائيلي.
فريق آخر من الإعلاميين اتخذوا اتجاها آخر هو تجاهل مشاركة وزير الخارجية المصري لهذه الجنازة، وهو ما قام به الإعلامي كمال فهمي الذي اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بالنفاق بعد قرارها إعلان الحداد وتنكيس الأعلام.
كما هاجم فهمي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، منتقدا أيضا الأوصاف التي أطلقها وزير الخارجية البحريني على بيريز لكنه تجنب بشكل كبير الحديث عن شكري ممثل السيسي.
مقابل هذه التوجهات الرسمية وشبه الرسمية، أبدى العديد من النشطاء دهشتهم الشديدة من التأثر الشديد الذي بدا على سامح شكري خلال حضور الجنازة حيث علق البعض ساخرا “كان يبكي لأن البكاء يعذب الميت”.
واستذكر الناشطون قيام شكري بإلقاء مايكروفون الجزيرة في المؤتمر الصحفي حول سد النهضة الإثيوبي بالعاصمة السودانية الخرطوم، لأنه وبحسب الخارجية المصرية، الجزيرة عملية لإسرائيل، معتبرين أن هذا الأمر عجيب، خصوصا أن الإعلام المصري لازال يردد أن كل ما يحدث في مصر ما هو إلا مؤامرة إخواني بدعم صهيونوأمريكي.
لكن التعليق الأكثر طرفة حسب وسائل الإعلام العربية، يبقى للإعلامي خيري رمضان الذي ربط تأثر سامح شكري بعدم معقولية وجود وزير خارجية يبستم حيث قال معلقا :” الناس نسوا كل شيء، نسوا كيف تفاعل أبو مازن مع نتنياهو وزوجته، ونسو القرار الأمريكي بمقاضاة المملكة العربية السعودية، ونسوا أن العلاقة مع إسرائيل هي الآن علاقة طيبة وبعيدة عن المشاكل مليئة بالمجاملات البروتوكولية، الناس نست كل هذا وركزت في وجه سامح شكري، منذ متى وسامح شكري يبتسم”.