يقتل القتيل ويمشي في جنازته قديما ردد أجدادنا هذا المثل الذي يصف حقارة الرجل القاتل الذي لا يكتفي بما اكتسبه من صفات انعدام الرحمة وموت الضمير بحيث لا يتورع عن سفك دم الإنسان وهو مع ذلك يملك القدرة على التظاهر بحب القتيل والوفاء له حتى أنه يمشي في جنازته وربما يتوعد بالبحث عن القاتل والانتقام منه.
يقتل الميت ويمشي في جنازته مثل مشهور وقد لا يكون المثل معبراً عن حالة قتل مشى فيها القاتل في جنازة المقتول ولكن المعنى العام للمثل الذي قد يكون عبرة عدة صور ومواقف يتجسد في أن يقوم إنسان ما بإلحاق الأذى المادي أو المعنوي بإنسان آخر فإذا أثر ما فعله في ذلك الإنسان وأصابه بما أصابه فإنه يتباكى أمام الناس مظهرا مودته له ورحمته به واستعداده لمساعدته والوقوف إلى جانبه ولكن بعد أن يكون الضحية قد نال على يد ذلك الإنسان المؤذي كل أنواع البطش والأذى والتكبر والعذاب فرغم أن بن سلمان استخدم كل أنواع البطش لقتل المعارضين من أبناء الشعب فإنه احتفظ بالقدرة على إنكار جميع الجرائم التي ارتكبها فحسب ولكنه تتمتع بالمقدرة الهائلة على التغطية على تلك الأعمال السيئة والتمويه عليها وفي هذا السياق يأتي استقبال السعودي الملك سلمان في قصر اليمامة بالرياض سهل بن أحمد خاشقجي وصلاح بن جمال خاشقجي واستقبل الملك سلمان أفرادا من عائلة خاشقجي بحضور ولي العهد محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وعبر العاهل السعودي وولي العهد عن بالغ تعازيهما ومواساتهما لأسرة وذوي الفقيد جمال خاشقجي هنا ولي العهد يريد أن يظهر كالحمل الوديع ويغطي عن محاكمات الصحافة والرأي و عن الاعتقال السياسي ومحاكمات مكافحة الإرهاب المسيسة ولن نتكلم عن استشراء الفساد والرشوة واقتصاد الامتيازات لن نتكلم عن شيء من ذلك لسبب وحيد فقط وهو أن الكلام عنه لا تكفيه أيام أو سنة ولا أوراق مكتبة ولا عمر رجل إنها جرائم ترتكب في حق شعب مجهل مجوع محتقر من قبل سلطة احترفت الغش والخداع لسنوات سلطة لا يؤنبها الضمير ولا تعترف بالحقوق سلطة تقتل القتيل وتشيع جنازته.