بثلاث رصاصات، رافق الكاتب الصحفي الأردني الشيوعي ناهض حتر الحياة، عندما كان يهم بالدخول إلى محكمة وسط العاصمة الأردنية عمان من أجل المتابعة بتهم “إثارة النعرات المذهبية والعنصرية” بعد أن قام بنشر رسم كاريكاتوري مسيئ للذات الإلهية.
وكان حتر وهو مسيحي الديانة دارس للفلسفة ومحسوب على التيار الشيوعي في البلاد قد قام بنشر كاريكاتور على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يظهر شخصا ملتحيا في الجنة يدخن في سرير مع النساء، ويطلب من الله (تعالى عن ذلك) أن يحضر له الخمر والمكسرات، ما أثار ثورة من الغضب حسب ما أعلنت عنه وكالة رويترز.
وسبب هذا الكاريكاتور سخطا شعبيا واسعا حيث انتشر وسم “حتر لا يمثلنا” داخل وسائل التواصل الاجتماعي بالأردن، ما جعل السلطات في البلاد تعتقله وتفرج عنه بعد ذلك بكفالة مالية، والمتابعة بعد ذلك بتهم إثارة النعرات المذهبية والعنصرية وإهانة معتقد ديني.
ونقلت وكالة الأناضول أنه وبعد نشر الكاريكاتور بدأت بعد المطالب في عقاب حتر لإساءته للذات الإلهية فيما اعتذر حتر بعد ذلك قائلا أنه الكاريكاتور يسخر من “الإرهابيين” وتصورهم للرب والجنة، وهذا ما علاقة له مع الذات الإلهية لا من قريب ولا من بعيد.
وقال محمد الجغبير وهو صديق لحتر يعمل في مجال الإعلام أنه كان يرافقه لحضور جلسته مع عدد من الأصدقاء وجل حتر حاكيا :” كنا نصعد درجات مدخل الباب الرئيسي للمحكمة، اقترب منا شخص يلبس “دشداشة”، أخرج مسدسا من كيس كان يحمله وأطلق النار على رأس حتر قبل أن يطلق رصاصات أخرى، فيما كان الجميع في حالة صدمة.
وأضاف جغبير :” لم تكن هنالك حماية “للشهيد”، رغم أنه كان قد تعرض للتهديد بالقتل وطلب توفير الحماية منذ بدء محاكمته”.
وجاءت إصابة القتيل بمنطقتي الرأس والرقبة ثم نقل جثمانه إلى مستشفى “لوزميلا” ثم بعد ذلك إلى مستشفى البشير في عمان حيث الطب الشرعي.
وقال مصدر أمني أن القاتل سلم نفسه مباشرة بعد ذلك إلى حرس المحكمة، حيث قالت وسائل الإعلام الأردنية أنه يبلغ من العمر 49 سنة ويحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية، كما أنه كان إماما مكلفا مقابل سكنه في أحد مشاجد الهاشمي الشمالي، حيث تم الاستغناء عنه سنة 2009 بسبب أفكاره “المتطرفة” وخلافاته الكثيرة مع المصلين.
هذا ورفضت أسرة القتيل تسلم جثمانه لحين ظهور نتائج التحقيقات، خصوصا أن حتر كان مهددا بالقتل أكثر من مرة وهو ما كان يدفعه لتغيير مكان سكنه من مدة لأخرى.
من جهته قال محمد المومني وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية أن هذه الأخيرة تثق في القضاء الأردني وبأجهزته الأمنية العالمية في متابعة من اقترف هذه الجريمة النكراء، مضيفا :” اليد التي امتدت إلى الكاتب المرحوم حتر ستلقى رصاصا عادلا حتى تكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه النتائج الغادرة.