بعد الأزمة الكبيرة التي صاحبت إعادة بث لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السنة الماضية مع قناة “سي إن إن” الأمريكية على أنه لقاء هذه السنة، استطاع التلفزيون المصري “أخيرا” بث اللقاء الكامل والحقيقي لهذه السنة للسيسي، والذي تحدث فيه بشكل كبير عن الواقع الداخلي للبلاد، وبدا متفائلا بما تم تحقيقه، رغم صعود الغضب داخل صفوف الشعب بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والأحداث الكثيرة المتسارعة والتي كان آخرها غرق مركب كان يحمل عددا من المهاجرين السريين إلى أوروبا، وهو ما أثار قلقا داخليا كبيرا، خصوصا تعامل إعلام النظام وتوجيههم أصابع الاتهام إلى الموتى أنفسهم لأنهم قاموا بأمر “غير قانوني”.
السيسي بدا واثقا بشكل كبير من عدم قيام الشعب المصري بثورة جديدة بسبب الأوضاع الصعبة داخليا، أمنيا واجتماعيا واقتصاديا، حيث قال في الحوار أن المصريين قاموا بثورة يوم الخامس والعشرين من يناير سنة 2011 من أجل التغيير، وفي 30 يونيو 2013 صححوا إرادتهم (في إشارة إلى الانقلاب العسكري الذي تم على جماعة الإخوان المسلمين)، مضيفا أنه الآن يوجد دستور ودولة بها مؤسسات ورئيس لا يمكن أن يبقى في منصبه يوما إضافيا بعد إنهاء مدة ولايته أو رئاسته.
وقال الرئيس المصري : منتصف سنة 2018، يجب أن تكون هنالك انتخابات رئاسية، إما أن يأتي رئيس جديد، أو أبقى أنا، هذا الأمر هو حسب إرادة الشعب المصري”، مضيفا عندما تم سؤاله عن قوله أن هنالك أشخاص اختطفوا الإسلام وأستعملوه لأجندتهم السياسية :” هذا ما حدث فعلا وعلى مدار سنوات طويلة، الأمر يحدث الآن أيضا، هناك سياق ديني معين تتم صياغته وبعد ذلك ذلك يتم طرحه من أجل تجنيد التابعين لكي يحققوه على أرض الواقع”.
وحول سؤاله عن استعماله مصطلح “التعصب الإسلامي الراديكالي” رغم أن كبريات الدول التي تحارب الحركات الإسلامية من الولايات المتحدة الأمريكية لا تستعمل ذلك، دافع السيسي عن توجه مصر قائلا :” نحن أقدم دولة في المنطقة، ونعرف ديننا جيدا، نعرف الإسلام الحقيقي الذي يعلي قيم التسامح والاعتدال والوسطية، والذي يمنع الناس من القتل وترويع الآخرين”.
واعتبر السيسي أن الفكر “المتطرف” لا يقتصر على داعش والنصرة والقاعدة، لكنه إيديولوجيا ينبغي مواجهتها في كل شيء وفي كل مكان مضيفا :” يجب أن نكون متعاونين لنواجه هذه الظاهرة الجدية والخطيرة وتحتاج إلى مجهودات مشتركة والإرادة القوية كجميع الأطراف، يجب أن نخصص كل الموارد المطلوبة من أجل مواجهة الإرهاب بشكل فعال”.
وحول وضع جماعة الإخوان المسلمين قال السيسي أن الدولة لايزال أمامها فصيل في المجتمع المصري لا يقدم ممارسة سياسية كما هو الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها تتبنى العنف الذي يستهدف مؤسسات الدولة والمواطنين، وهو ما يتطلب وقتا كبيرا حتى يتم إعادة الوضع بشكل يتناسب مع رؤية النظام