خلق خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الأمم المتحدة ارتياحا وترحيبا كبيرا من طرف الأوساط الإسرائيلية بعد أن دعا إلى إعادة فتح وإحياء مفاوضات السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
فبحسب ما ذكر موقع “إسرائيل ناشيونال نيوز”، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باقتراحات السيسي، مؤكدا أن إسرائيل قادرة ومستعدة على التعاون مع مصر ودول عربية أخرى من أجل دفع العملية الديبلوماسية والاستقرار في المنطقة.
خطاب السيسي عرف ترحيبا أيضا من طرف المعارضة، حيث اعتبر زعيمها إسحاق هرتسوغ بخطاب الرئيس المصري مفيدا أنه يجب العودة إلى طاولة المفاوضات والاستجابة لدعوة السيسي في الجلوس مع الفلسطينيين حسب تصريح له لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
من جهته اهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية سواء صحفا أو مواقع إلكترونية، حيث قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن هذه هي المرة الثانية هذه السنة التي يدفعو فيها السيسي للسلام مع إسرائيل بشكل عفوي (خارج النص المكتوب) أثناء خطاب عام، بعد خطاب السلام الدافئ.
وقالت الصحيفة أن السيسي كان واحدا من القادة الذي ركزوا خلال خطابهم على مسألة إحياء السلام مع إسرائيل من أجل استقرار المنطقة، فيما أن أوباما نفسه لم يقم بهذه الخطوة ولم يدعم مفاوضات السلام ولا مؤتمر السلام الذي سيقام بفرنسا نهاية السنة الجارية.
وأضافت “جيروزاليم بوست” في تقرير مستقل أن السيسي أشاد بمستوى التعاون الأمني بين بلاده وإسرائيل من أجل ضمان وضع سلمي ومستقر بصحراء سيناء في لقاء مغلق مع زعماء يهود بنيويورك والذين كان من بينهم منظمة “بناي بريث” أقدم منظمة خدمات يهودية في العالم، حيث أوضح الرئيس المصري حسب الصحيفة دائما أن مصر تضع على رأس أولوياتها الإرهاب بسيناء، حيث أثنى على التعاون بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على الإرهاب، مع التأكيد على التزام مصر بإعادة وضع مفاوضات السلام على الطريق المناسب.
وفي نفس السياق، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن السيسي تحدث عن استئناف المفاوضات ساعات قبل لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنتنياهو معلقة :” لدينا الآن فرصة حقيقية من أجل كتابة صفحة مشرقة في تاريخ الشرق الأوسط، نحو التحرك إلى السلام، وتحقيق السلام مع الفلسطينيين”.
وأشارت الصحيفة أن مصر هي الدولة العربية الأولى التي تعبر حقيقة عن رغبتها في تعميم سلامها مع إسرائيل إلى الدول الأخرى، حيث كانت قد اتخذت خطوات ديبلوماسية جيدة على مدى الأشهر القيلة القادمة، من أجل محاولة إحياء المفاوضات مع الفلسطينيين، بعد أن كانت هذه المفاوضات في غرفة الإنعاش منذ انهيار مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية أبريل 2014.
وقالت الصحيفة تعليقا على اللقاء المرتقب بينه وبين نتنياهو أن هذا الأمر أثار تعليقات مختلفة من طرف المصريين، لكن السيسي وجد نفسه مضطرا لذلك لأنه يريد التخلص من الضغوط الدولية عليه.