بعد الانتصارات المهمة التي حققتها كل من روسيا وإيران الداعمة لنظام بشار الأسد، ضد خصومه من المعارضين، بدأ تقسيم التورتة السورية بعقد مؤتمرات الانتصار والتي تتعهدها كل من طهران موسكو.
وأفاد تقرير نشره موقع “بلومبيرغ” :” القوات الأمريكية في سوريا، الموجودة هناك لمحاربة تنظيم الدولة، لن ترحل الآن بعد أن هزمت المجموعة الجهادية تقريبا، بل هي باقية، مستدركا بأنه ليس واضحا ما هو الدور الذي ستؤديه تلك القوات في الصراع السوري الأوسع الذي وصل إلى نهايته، حيث أصبحت واشنطن في وضع لم تعتد عليه، فهي تراقب من الخارج في الوقت الذي يحاول فيه منافسوها وبعض حلفائها التعاون على خطة سلام”، مضيفا :” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للاتفاق على الخطوط العريضة للخطة، عندما يستضيف نظيريه الإيراني والتركي في منتجع سوتشي على البحر الأسود يوم الأربعاء، مشيرين إلى أن بعض العناصر واضحة، مثل بقاء بشار الأسد في الحكم، وغيرها مختلف عليها، مثل مستقبل أكراد سوريا، وهم الحلفاء الوحيدون لأمريكا على الأرض، لكن أنقرة وطهران لا تثقان بهم.”
وتابع المصدر ذاته :” بعيدا عن نلك التفاصيل، فإن هناك صورة أكبر بدأت بالظهور، وهي أن أمريكا ألقت بسهمها مع السعودية وإسرائيل ضد إيران، ويقف ضد هذا التحالف الغريب تحالف يزداد قوة للقوى المجتمعة في سوتشي، وعندما يتعلق الأمر بتخطيط التسوية التي ستغير وجه الشرق الأوسط، فإن هذا التحالف يمتلك معظم أوراق القوة”، ناقلا عن إميل هوكاييم الزميل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن قوله :” مستقبل سوريا هو في يد الثلاثي، إنهم الأكثر سيطرة في الميدان، وهم الأكثر سيطرة من ناحية دبلوماسية، أما أمريكا بالمقارنة فهي في حالة ضياع استراتيجي”.
وأفاد بلومبيرغ أن الحرب السورية التي تسببت في مقتل حوالي 400 ألف شخص، تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية من انتاج النظام السوري الذي قام بالعديد من المذابح، إذ كان جيمس ماتياس، وزير الدفاع الأمريكي قد قال في لقاء له الأسبوع الماضي :” لن نترك المشهد ونمشي الآن”، ليعلق الموقع الأمريكي بالقول :” ذلك فهم على أنه مؤشر لموازنة الوجود الإيراني، في الوقت الذي كان فيه تدخل بوتين عام 2015 نقطة تحول بالنسبة للأسد، كما أدى المقاتلون الإيرانيون دورا رئيسيا في استعادة رئيس النظام السوري للمناطق التي سيطر عليها الجهاديون والقوات المدعومة أمريكيا، حيث يقلق شبح مد إيران لنفوذها على سوريا كلا من السعودية وإسرائيل، اللتين تريان فيها أكبر تهديد، فلجأتا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال عن إيران إنها أكبر داعم للإرهاب في العالم”.
وفي نفس السياق صرح إيريك باهون، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية :” هناك الكثير الذي يمكن فعلة ضد تنظيم الدولة أيضا، وبحسب ما قاله باهون في مقابلة له يوم الاثنين، فإن الجهاديين لا يزالون يسيطرون على مساحات من الأرض، وحتى المناطق التي خرجوا منها على يد الأكراد الذين تدعمهم أمريكا، فهناك حاجة “لنقل الحكم المحلي للسكان، وإنشاء البنى التحتية لضمان عودة السكان إلى بيوتهم، ولخلق الظروف الأمنية التي تمنع تنظيم الدولة من السيطرة ثانية”، مضيفا :” أمريكا تدرس “نواحي أخرى” أيضا؛ لتقويض النفوذ الإيراني، بما في ذلك في سوريا “وسنعمل مع الحلفاء للضغط على النظام الإيراني، وإبطال آثاره المزعزعة للاستقرار، وتقييد مدى استخدامها لقوتها العدائية.. ولا أستطيع التفصيل أكثر من ذلك”.