تشهد المملكة المغربية حالة من الغضب، بعد فاجعة مدينة الصويرة التي خلفت 15 قتيلا غالبيتهم من النساء، بعد أن كان مجموعة من المواطنين المغاربين في تزاحم انتظارا لبعض الدقيق والسكر، وهو ما جعل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يطرحون العديد من الأسئلة حول جدوى المبادرات التنموية التي تعرفها البلاد.
وخرجت وزارة الداخلية ببلاغ تؤكد فيه فتح تحقيق للكشف عن ملابسات هذا الحادث الأليم والكشف عن المتسببين فيه، في حين أكدت أن ملك البلاد سيتكلف بدفن الضحايا وعلاج المصابين.
واعتبر عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك :” مقتل 15 مواطنة من أجل كيس من الطحين وقنينة زيت وعلبة سكر، ثمن الكل في حدود 100 درهم (حوالي 10 دولارات) “جريمة في حق الكرامة”، ما حدث هو الواقع المر الذي نسعى إلى إخفائه بانتصارات وهمية، في الرياضة وفي الصعود إلى القمر، وفي الاحتفاء بنجوم الفن وصرف المليارات عليها”، مطالبا بالتحقيق في “هذه الجريمة النكراء من أجل تحديد المسؤولية التقصيرية التي أفضت إلى تدافع المواطنين بهذا الشكل المؤدي إلى موت بريئات”، مؤكدا :” حين تطلع على مآسي ملايين المواطنين، الذين يعيشون على هامش الحياة الرغيدة للنافذين، وكان لك ضمير، فإن الحياة بداخلك تصبح بلا طعم، والعيش بلا أمل، إنها ببساطة الحقيقة الساطعة لعيش الذل والمهانة. بالله عليكم، كيف لا ينجبن هؤلاء مشاريع مجرمين وقطاع الطرق، ماداموا يشعرون بالحكرة والإقصاء. رحمك الله يا وطن، ويا روح المواطنة”.
من جهتها قالت آمنة ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية :” لحظات الصدمة والحزن هي لحظات الصراحة والوضوح، لا أدري لماذا تذكرت أن أول شرط بدأ به البلوكاج هو إيقاف الدعم المباشر للفئات المسحوقة التي تجاهلتها كل خطط التنمية المعلنة حتى صارت لا تعرف من المواطنة إلا تلك الصدفة التي جعلتها تنتمي إلى حدود جغرافية معينة. دعم كان يطمح لأن ينظم كحق وليس كمنحة أو حسنة أو فضل. دعم مستحق تؤدي من خلاله الدولة بعضا من الدين تجاه نسوة تركن للأمية والفقر والجوع والبرد و مكابدة حياة قاسية لتربية أطفال لم تعترف الدولة أنهم مواطنوها لهم من الحقوق مثل ما لأبناء تلك العائلات القليلة التي تحتكر خيرات البر والبحر والجو”، مضيفة :” دعم ناضل بنكيران لإقراره ضمن ميزانيات لم تكن منصفة، وقد لا يكون نجح كثيرا في ذلك بعد كل تلك المعارضات والمقاومات، لكن الفكرة تم زرعها بنجاح. اليوم والنساء يمتن لأجل رغيف كرامة وجب التذكير أن لا سبيل للتنمية إلا بعدالة في توزيع الثروة. تلك الثروة التي لا ندري هل كشفوا بعد عن مصيرها أم أن أرواحا كثيرة ستزهق في سبيل توزيعها بالعدل والإنصاف اللازمين. تغمدكن الله برحمته”.
أما رحاب حنان، القيادية في الحزب الاشتراكي المغربي فأفادت :” من يجوع ولاد وبنات بلادي لمنحهم إحسانا حاطا من كرامتهم .. من يستغل منصبه لمنح أقاربه أو من هم في دائرة ضغطه عملا ويعطل من لا ظل له.. من يشتري أصوات الانتخابات.. هو قاتل نساء الصويرة “، فيما قال الناشط الاسلامي جلال عويطة :” الاستبداد هو الذي يصنع مثل هذه المشاهد المحزنة للغاية، مغاربة يموتون بسبب التدافع من أجل الحصول على قفة لا يتجاوز ثمنها 150 درهم”. مضيفا: “الاستبداد حوَّل الميول الطبيعي للمغاربة من طلب الترقي إلى طلب الانحطاط .. الاستبداد ومنظوماته التعليمية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية جعلت المغاربة يرفضون التنظيم وأصبح التزاحم والتدافع هو الوسيلة الوحيدة للحصول على ما تريد”.