قامت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بنشر تقرير حول تأثر اليمن بالأحوال الداخلية السعودية، خصوصا بعد التغييرات الكبيرة التي تشهدها المملكة، في الآونة الأخيرة بوصول محمد بن سلمان إلى كرسي ولاية العهد.
وأفادت الصحيفة في تقريرها :” ولي العهد قال يوم الأحد، بعد أن قام بعملية تطهير ضد أبناء عمومته من العائلة المالكة من المناصب الرسمية العليا، إن قوات التحالف ستقوم بإغلاق المرافئ اليمنية كلها، البرية والبحرية والجوية”، لافتة :” هذا التحرك جاء بعد أن أطلق الحوثيون صاروخا بالستيا على العاصمة السعودية الرياض، مشيرا إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية كان قيد الوصول إلى المرافئ اليمنية، حيث أن هناك خشية من أن إغلاقا تاما سيؤدي إلى انتشار المجاعات على نطاق واسع”.
وذكرت الصحيفة :” هناك تحالف تقوده السعودية تدخل في الحرب الأهلية اليمنية عام 2015، بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة اليمنية صنعاء، لافتة إلى أن التحالف دمر منذ ذلك الحين معظم الاقتصاد اليمني والبنية التحتية، حيث ينظر إلى الأمير محمد على أنه مهندس الحرب في اليمن”، منوهة :” هناك حوالي 7 ملايين يمني الآن على شفير المجاعة، بحسب منظمات الإغاثة، و10 ملايين آخرين لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم الآتية، بالإضافة إلى انتشار وباء الكوليرا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، حيث هناك أكثر من 800 ألف حالة أبلغ عنها، وهناك مخاوف من أن الرقم سيتجاوز المليون مع نهاية العام، مشيرا إلى مقتل أكثر من 10 آلاف مدني، كثير منهم في غارات التحالف”.
وتابعت المصادر ذاتها :” مستشار السياسات الإنسانية لدى منظمة “أوكسفام” سكوت بول، الذي عمل في اليمن، قال: “إن فكرة المزيد من القيود في اليمن هي مصدر قلق كبير.. وقد تكون هذه القيود مجرد تغير صغير، لكنها قد تكون أيضا تغيرا كبيرا”، موردة :” القيود الجديدة التي ستفرضها تهدف إلى منع منافستها إيران من تزويد الحوثيين بالأسلحة، حيث تنكر إيران تماما أنها تسلح الحوثيين الذين يقولون إن الصاروخ الشبيه بصاروخ بركان الإيراني مصنع في اليمن، مشيرة إلى أن السعوديين تمكنوا من إسقاط الصاروخ الذي أطلق باتجاه الرياض يوم الأحد، ولم يتم التبليغ عن أي إصابات”.
وواصل التقرير :” قد يكون رد فعل السعودية ببساطة توبيخا علنيا لإيران بعد الهجوم الصاروخي، لكن بعض المسؤولين في المنظمات الإنسانية وصفوه بأنه آخر مثال على قيام الرياض بفرض عقوبات جماعية على اليمنيين، في محاولة منهم لكسر شوكة الحوثيين، وبالرغم من امتلاكهم لترسانة عسكرية كبيرة، معظمها تم شرؤاه من أمريكا، إلا أن السعوديين يقاتلون في حرب استنزاف ضد الحوثيين”، مشددة :” إن إغلاق المرافئ قد يضع المقاتلين الحوثيين في مواجهة مع المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها، ما سيتسبب باقتتال على المؤن المحدودة، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار الطعام سيضطر الحوثيين لصرف المزيد من نقودهم على الطعام بدل الأسلحة”.