المفاوضات في سوريا محكوم عليها بالفشل، هكذا تقول التجارب السابقة التي تعهدتها الأمم المتحدة بين النظام السوري والمعارضة المسلحة، وهو ما دفع صحيفة “دويتشه فيله” تنشر تقريرا يتطرق لأسباب فشل هذه المفاوضات دائما وأبدا.
وأفاد الموقع الألماني :” الجولة الجديدة من المفاوضات، التي انطلقت يوم الاثنين الماضي بمدينة أستانة، جاءت بمبادرة من قبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يسعى إلى قيادة المحادثات بين النظام والمعارضة السورية، وفي هذا الصدد، أفاد بوتين بأن “المفاوضات بشأن الحرب السورية جارية، لكن وتيرتها بطيئة نوعا ما؛ نظرا لانعدام الثقة بين مختلف الأطراف. وأتمنى أن نتجاوز هذه الوضعية”، مضيفة :” هذه القمة تجمع بين ممثلين من روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن الأمم المتحدة والأردن، وتستمر لمدة يومين؛ بهدف وضع حد للمعارك الدائرة بسوريا. والجدير بالذكر أن مناطق خفض التوتر التي تم إحداثها في شهر مايو الماضي في أجزاء من محافظتي حمص وحماه وضواحي دمشق، فضلا عن جنوب محافظة درعا، تهدف إلى إعادة الثقة بين مختلف الأطراف”.
وواصلت المصادر ذاتها :” هذه المناطق لم تكن ذات جدوى؛ نظرا لغياب السلطة التي تسهر على تطبيق الاتفاقيات بصفة فعلية، ما أدى إلى حدوث صراعات وأعمال عنف. في الأثناء، لم يبد النظام السوري أو المعارضة المعتدلة أي رغبة في التخلي عن مناطقهم. في المقابل، لم تكن الجماعات المتطرفة طرفا في الاتفاق المبرم بخصوص مناطق خفض التوتر”، موضحة :” الجماعات المتطرفة تكبدت العديد من الهزائم العسكرية. ومؤخرا، حررت مدينة الرقة التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة. وفي هذا الإطار، أورد بوتين أنه “يجب علينا أن نجري جولة جديدة من المحادثات بشأن الحرب السورية، خاصة أننا حققنا انتصارا على الإرهابيين في وقت قياسي. لا يزال خطر الإرهاب قائما في سوريا وكل أنحاء العالم. وبالتالي، ينبغي علينا أن نلتزم الحذر”.
وحول مسألة تسليم المعتقلين، أفادت “دويتشه فيله” :” المفاوضات بشأن تسليم المعتقلين ستكون صعبة للغاية. وفي هذا الإطار، أفاد عضو المعارضة السورية، يحيى العريضي، بأن “المفاوضات ستركز على قضية تسليم المعتقلين، بالإضافة إلى مسألة مناطق خفض التوتر”. ومن الواضح أن ارتفاع عدد المساجين الذين تعرضوا للتعذيب، وكذلك الذين لقوا حتفهم على يد النظام، يعقّد مهمة الوساطة الروسية في هذه المفاوضات. وفي هذا الإطار، أورد العريضي أن “روسيا تدرك مدى صعوبة دورها على اعتبارها وسيطا في خضم هذه المفاوضات، خاصة في ظل تواصل المعارك في أنحاء البلاد”، مضيفة :” المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تسوية النزاع السوري آخذة في التطور، وذلك وفقا لما جاء على لسان الرئيس الروسي. من جهة أخرى، سيكون حل الخلاف بين إسرائيل وإيران أمرا على غاية من الصعوبة؛ نظرا لأن إسرائيل تتهم إيران بدفع مليشيات حزب الله إلى التمركز على الحدود السورية”.