منذ سنوات، دخلت روسيا الاتحادية الحرب السورية بجانب بشار الأسد، لتنقذه من الانهيار أمام المعارضة المسلحة التي كانت تحقق الانتصار تلو الآخر، ومنذ ذلك الحين، أظهرت روسيا ترددا في الانسحاب من البلاد، قبل التأكد على أن الأسد أجهز على شعبه.
وقالت صحيفة “أولترا ري” الروسية في تقرير لها حول هذا الموضوع :” من المقرر أن تنتهي العملية العسكرية الروسية في سوريا مع نهاية هذه السنة. فبعد عامين من انطلاق العملية العسكرية في سوريا، بدأت موسكو تتحدث رسميا عن قرب انتهاء تدخلها العسكري”، مضيفة نقلا عن ررانز كلينتسيفيتش النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسي :” بالاستناد إلى التوقعات الأكثر تشاؤما، في نهاية هذه السنة سينتهي كل ما يتعلق بسوريا والإرهاب”.
وتابعت المصار ذاتها :” على الرغم من هذه التصريحات إلا أنه لن يقع خفض عدد القوات العسكرية الروسية الموجودة في سوريا. فمن المرجح أن 34 طائرة عسكرية روسية، بما فيها أحدث قاذفات سو-34 وسو-35، لن يتم سحبها من قاعدة حميميم. علاوة على ذلك، ستحافظ موسكو على وجود مركز لوجستي للبحرية الروسية في طرطوس، كما ستواصل السفن الحربية الروسية تنفيذ مهامها في البحر الأبيض المتوسط. ومن الواضح أن الطائرات والسفن الروسية ستضطلع بمهمات أخرى في سوريا”، مفيدة :” من خلال تموقعها في المنطقة، ستساعد روسيا رئيس النظام السوري بشار الأسد على الاحتفاظ بسلطته فضلا عن وحدة الأراضي السورية التي تم استعادتها من أيدي تنظيم الدولة. في المقابل، لم تتخلى العديد من الأطراف على غرار المعارضة السورية، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، عن فكرة الإطاحة بالأسد”.
وأكدت الصحيفة الروسية :” سيكون انسحاب الروس بشكل نهائي من سوريا من العوامل التي تخدم مصلحة واشنطن”، معتبرة :” الانتصار على مسلحي تنظيم الدولة لا يعني بالضرورة التخلص التام من الإرهاب في الشرق الأوسط. ويعزى ذلك إلى حقيقة أن القوى الإرهابية تتغذى باستمرار من قبل الأطراف الخارجية”.
ونقلت الصحيفة عن ليوند إيفاشوف، نائب رئيس أكاديمية الشؤون الجيوسياسية قوله :” قوات العمليات الخاصة بما في ذلك الإسرائيلية ستواصل محاربة الإرهابيين في سوريا. وفي هذا الإطار، أدى وزير الخارجية الروسي سيرغي شويغو زيارة إلى إسرائيل، حيث أعلن عن أن العملية العسكرية الروسية في الشرق الأوسط، توشك على الانتهاء”، مواصلا :” إسرائيل فضلا عن الولايات المتحدة قد لعبتا دورا سلبيا في خضم الأحداث الدرامية في سوريا”، وبالتالي، قد تكون الجهود المشتركة بين الطرفين مثمرة، من ناحية أخرى، قد تساهم المفاوضات مع إسرائيل في التأثير على موقفها المتعنت تجاه إيران، الحليف الرئيسي لدمشق”.
وذكرت “أولترا ري” :” إسرائيل تعتبر الحرس الثوري الإيراني “وحزب الله” من القوى الإرهابية، في حين ما فتئت السلطات الإسرائيلية تشدد على أنها لن تسمح بتنامي نفوذ إيران في سوريا وأنها ستعمل على عرقلة هذه المساعي بكل الطرق الممكنة. فضلا عن ذلك، أبدت إسرائيل تصميمها على التصرف بحزم ضد دمشق وطهران”، مشيرة :” خلال الاثنين الماضي، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي بطارية سورية مضادة للطائرات بالقرب من دمشق وذلك كرد فعل على قصف الطيران السوري لطائرات إسرائيلية أثناء تحليقها في سماء لبنان. وفي خضم زيارته لإسرائيل، بادر سيرغي شويغو بالتطرق إلى هذه الحادثة مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان”، متابعة :” وفقا للخبراء، ستزود موسكو سوريا بأنظمة دفاعية جوية حديثة، وبالتالي، من المرجح أن يواجه الطيران الإسرائيلي وقتا عصيبا، مما يستوجب أن يعمل الطرفان على إيجاد اتفاق سلمي. من جهته، أكد بنيامين نتانياهو خلال اجتماعه مع شويغو أنه لن يسمح بإنشاء قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، حيث ستعمل الطائرات الإسرائيلية على تدميرها”.