رغم الاجماع الدولي على أن تنظيم الدولة داعش هو أحد أبرز المشاكل التي اعترضت الثورة السورية والحرب التي اشتعلت بين النظام السوري المدعوم من طرف إيران وروسيا والمعارضة التي تتلقى دعما قويا من طرف دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وقالت صحيفه” “نيويورك تايمز” في تقريرا لها :” القوات التي تدعمها أمريكا، والتي أخرجت تنظيم الدولة من الرقة، بدأت عملية تنظيف البلد من الألغام، مستدركتين بأن هزيمة المتطرفين جهزت الحلبة لجولة جديدة من الصراع وعدم الاستقرار في الحرب الأهلية السورية الطويلة”، كاشفة :” الجهاديون الفارين بدأوا في التجمع في مناطق نائية، ويعيدون تسلحهم بمساعدة مهربي الصحراء، مشيرا إلى أن التوتر بدأ يتصاعد حول من في المحصلة سيسيطر على الرقة، حيث أعلنت المليشيات الكردية والعربية التي تدعمها أمريكا الانتصار فيها يوم الثلاثاء”.
وواصلت الصحيفة :” مع تراجع تهديد تنظيم الدولة، أن تعيد الحكومة السورية تركيزها على الثوار السوريين، وتكثف القصف الذي أدى إلى أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، دون حل سياسي يلوح في الأفق، ولهزيمة تنظيم الدولة، فإن مقاتلين مختلفين، وكثير منهم أعداء لدودون، وضعوا عداوتهم جانبا خلال قتالهم التنظيم وتجمعوا الآن، في الوقت الذي يتم فيه تضييق الخناق على ما تبقى من تنظيم الدولة، وبدأت توتراتهم تطفو للسطح”، مشيرة :” مليشيات تدعمها أمريكا، مكونة من أكراد وعرب قامت بالسيطرة على الرقة، وقام بعد ذلك المقاتلون الأكراد برفع أعلام تحمل صور عبدالله أوجلان، وهو أحد قيادات المتطرفين الأكراد، ما أغضب الكثير من سكان الرقة العرب، الذين يعدون أوجلان إرهابيا، وبعضهم وصف الأكراد بالمحتلين الجدد، لافتا إلى أن آخرين قللوا من احتمال نشوء توتر بين العرب والأكراد، حيث قالت المليشيا المدعومة امريكيا إنها ستسلم الإدارة الرسمية للرقة لمجلس مدني مؤلف من ممثلين عن السكان المحليين”، ناقلة عن أحد سكان مدينة الرقة السورية قوله :” كلنا على السفينة ذاتها العرب والأكراد يريدون سوريا ديمقراطية وتعددية، ولن يفرض أيا منهم إرادته على الآخر”.*
وأبدت “نيويورك تايمز” تحفظها بعد ذلك بالإفادة :” الحكومة السورية لا تريد لتلك الترتيبات أن تتم، فالحكومة السورية، التي يرأسها بشار الأسد، تسيطر على معظم سوريا، بعد أن أخذت كثيرا من الأراضي التي سيطرت عليها مجموعات الثوار الذين حملوا السلاح، عقب قيام الحكومة بقمع المظاهرات عام 2011، وتعهد الأسد، الذي تدعمه كل من إيران وروسيا، باستعادة السيطرة على سوريا كلها، بما في ذلك الرقة والمناطق التي تليها، حيث أقام الأكراد منطقة ذات حكم شبه ذاتي، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح مدى استعداد الولايات المتحدة لمنعه”، موردة عن مسئولين في البنتاغون قولهم :” القوات الأمريكية ستستمر في الدفاع عن المناطق، مثل الرقة، التي استعادتها قوات موالية لأمريكا من تنظيم الدولة، لافتا إلى أن القوات الأمريكية قامت في يونيو، بإسقاط طائرتين سوريتين دون طيار قال المسؤولون إنهما كانتا تهددان القوات التي تدعمها أمريكا”.