ينظر الكثيرون إلى من حولهم ويزيد نقدهم لهم بل ويتركون أنفسهم تلتقط عيوب الآخرين فيصيرون بصيرين بعيوب الناس وذنوبهم ونقائصهم غافلين عن عيوبهم وذنوبهم كثير منا يرى عيوب الأخرين ولا يرى عيوبه سبحان الله تراه دائما يحاول أن يقول على نفسه انه إنسان نقي خالي من العيوب لكن هل يوجد إنسان خالي من العيوب والأخطاء بالطبع لا يوجد لأننا بشر هناك من يتصيدون عثرات الأخرين بكل جنون بل حتى يبدؤون بعمل المستحيل حتى يجعلوا الشخص المراد أن يقع في شباكهم حتى يكون تحت رحمتهم بل الأسوأ أن يقوموا بإبتزازه وتهديده .
غالب الناس لا يرون عيوب أنفسهم بل كل منهم معجب بطريقة تفكيره فخور بعقله و بذاته مهما كان مليئا بالعيوب والنقائص لكنه غالبا يعجز عن مجرد اكتشافها وهذا النوع قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه وقال أبو حاتم بن حبان رحمه الله الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من عيب أخيه وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذر عليه ترك عيوب نفسه وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه ومن عاب الناس عابوه ومن ذمهم ذموه وقال عون بن عبد الله لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه وعن محمد بن سيرين قال كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس وقد يقترف البعض كثيرا من السلوكيات التي قد تسقطه وتبعده عن ربه لكنه عندما يلقى ربه يكون شهيدا على نفسه عالما بما قدم وأخر حتى مهما اعتذر وأنكر قال سبحانه ” اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ” كلنا نخطئ ونصيب وهذا شئ نقع فيه جميعا لكن التمادي في الخطأ هو المصيبة ومحاولة التقليل من الخطأ مصيبة أكبر نحنا لسنا ملائكة بالتأكيد لكن يجب أن ندرك أن هناك من يتحين الفرصة لكي نخطئ ونقع تحت يده لكي ينفث السم . هناك العديد من الناس تبدأ بمحاولة إصلاح نفسها لكن لا تجد يد العون الحقيقية التي تساعدها على ذلك بل تجد سكينا مغروسة في جسدها رغم انه ينبغي مساعدة هذا الشخص بكل قوة وبكل وسيلة ممكنة فالشخص إذا لم يجد العون والتشجيع سوف يقع في الخطأ تلو الخطأ وربما يكون الخطأ القادم خطأ فادح لا يمكن معالجته .
يا من تتصيد عثرت الأخرين انظر إلى نفسك أولا لتعرف كم أنت مخطئ بفعلتك لأنك أنت تخطئ ولم يتصيد احد عثراتك اتقي الله واعلم أن كل شئ يحسب عليك واني أراك في ظلال مما آنت فيه فبادر لتغير حياتك.