قال الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن مصر وإسرائيل تعملان في الوقت الحالي على برنامج يهدف إلى تصفية حركة المقاومة الاسلامية حماس، مؤكدا أن موقف مصر الحالي يصب لصالح الاسرائيليين ضد الفلسطينيين.
وأفاد الأشعل في لقاء مع له مع أحد المواقع العربية :” الموقف المصري السابق حاول التجنيد ضد حركة حماس، عبر توجيه التهم المختلفة لها، وتسخير القضاء والإعلام المصري ضدها”، مضيفا :” أما اليوم، فقد تغير الموقف الرسمي المصري مع تغير الرياح، ووجد أنه من الأحسن والأجدى، أن يتم استيعاب الحركة والعمل على تصفيتها بهدوء بدلا من المواجهة.. نحن هنا في مصر نلاحظ هذه العملية بشكل غريب، والنظام ليس له أي مصداقية”.
وحول التغيير الذي طرأ على الموقف المصري تجاه المقاومة الاسلامية حماس، أفاد الأشعل :” إسرائيل تدرك تماما أن تكاليف المواجهة بالنسبة لها ستكون مرتفعة، وأي مواجهة مستقبلية لها مع حماس ستعمل أيضا على تمسك الفلسطينيين بها بشكل أكبر، وبالتالي وجدوا أنه من الأفضل لهم؛ محاولة تغييرها من الداخل عبر تصفيتها وتحويلها لمنظمة سياسية، تحت رئاسة السلطة الفلسطينية، التي تتحكم بها إسرائيل”، مبينا :”الخطة التي يجري العمل بها وفق التفكير الإسرائيلي؛ هي العمل على إحلال محمد دحلان (القيادي المفصول من حركة فتح) رئيسا للسلطة الفلسطينية بدلا من أبو مازن (محمود عباس)، وهو ما سينتج عنه رفع شأن غزة وأهلها، وبالتالي تمسك الغزيين بدحلان بشكل أكبر”.
واستطرد المتحدث ذاته :” يبدأ الفلسطينيون في غزة بالمقارنة بين حكم حماس ودحلان، وبين العز الذي ستعيش فيه غزة، بعدما تفتح إسرائيل كافة معابرها، وتفتح مصر كذلك معبر رفح 24 يوميا، ومن ثم تذبل حماس في ظل وجودهم على أرض غزة، حيث يمكنهم ذلك من مواجهة المقاومة ومحاولة وأدها المقاومة هي الورقة الوحيدة التي تمتلكها حماس”، متابعا :” الإسرائيليين يأخذون بالمثل العربي القائل: إذا لم تستطع أن تعض يد عدوك فقبلها، وهنا يتضح أن ما يجري الحديث عنه في هذه الأوقات حول المصالحة؛ ما هو إلا خطة لتصفية حماس”، متسائلا: “هل تدرك حماس المحاصرة أبعاد هذه الخطة؟ وهل هي في وضع يمكنها من رفض الموضوع؟ وهل تعمل على تحقيق بعض المصالح العاجلة انتظارا للانقضاض على هذا المسار؟.”.
وأكد الأشعل :” “مصر والسعودية هما الدولتان الأساس في موضوع صفقة القرن التي يجري الحديث عنها، وهما اللذان يتبنيان هذا الموضوع، بحيث تقدم مصر الأرض وتطوع حماس، والسعودية تقدم المال والبنية التحتية، ومن ثم يتم نقل الفلسطينيين بعد توسيع غزة على حساب سيناء، وعليه تصبح حماس منتهية”، لافتا :” سيطلقون على هذا التجمع الفلسطيني مصطلح “الكيان الفلسطيني”، لكن دولة فلسطينية؛ لا، لأنهم يحاولون إلغاء اسم فلسطين، وبالنسبة للضفة الغربية المحتلة، فستعمل إسرائيل على ضمها لها؛ ومن يرغب بالعيش بداخلها كالعبد يبقى وإلا يهاجر”.