من طريد من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الى مستشار الظل لمحمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الامارات العربية المتحدة، هكذا تطور مسار محمد دحلان صاحب اليد الطولى للمؤامرات السياسية والمالية.
وأفادت صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير لها :” شبح محمد دحلان عاد ليخيم على قطاع غزة، حيث إن المدير السابق لجهاز مكافحة الإرهاب الفلسطيني، والذي تم منعه سابقا من دخول القطاع بعد أن طردت “حماس” قوات حركة فتح في سنة 2007، أصبح اليوم واحدا من أبرز المؤثرين في اللعبة الجغراسياسية الكبرى في المنطقة”، معتبرة :” ما يجري الآن هو عبارة عن لعبة شطرنج تخوضها فلسطين ومصر والإمارات، تهدف إلى استعادة السيطرة على هذه المنطقة الحدودية من سيطرة الإسلاميين، الذين تعرضوا لاستنزاف شديد بعد عشر سنوات من الحصار وثلاث حروب ضد إسرائيل”.
وتابع التقرير :” دحلان هو الذي أطلق هذه المناورة الضخمة في بداية الصيف الماضي، حيث إنه بدعم من الإمارات، بدأ بتوزيع الأموال في غزة. كما أنه بالتنسيق مع مصر تعهد بتخفيف الحصار المفروض على القطاع، وإعادة فتح معبر رفح، في مقابل السماح بعودته إلى غزة”، مشيرا :” اقتراب دحلان من العودة إلى غزة أثارت حفيظة عدوه اللدود محمود عباس، الذي كان قد اتهمه في 2011 بمحاولة الانقلاب عليه”.
وواصلت “لوموند” :” سارع عباس للتحرك في شهر أكتوبر، عبر إرسال رئيس وزرائه رامي الحمد الله إلى غزة من أجل تقديم مبادرة للمصالحة مع “حماس”. وهي نقطة شجعتها هذه الأخيرة، التي تسعى للاستفادة من حالة الانقسام الشديد داخل حركة فتح”، محذرة :” دحلان يكون بذلك قد خسر المناورة الأولى، ولكنه لا يزال لديه الكثير من الأوراق. حيث إن هذا القيادي السابق في فتح، والذي يكنى بأبي فادي، نجح منذ طرده من فلسطين في ربط الصلة بعديد الجهات المؤثرة”.
وأشار التقرير الفرنسي :” في هذا السياق أن دحلان التقى في عديد المرات مع عبد الفتاح السيسي، في إطار المفاوضات الجارية مع الخرطوم حول بناء سد على نهر النيل، كما أنه التقى بخليفة حفتر، الذي يعتقد أنه يموله بالسلاح والمرتزقة، كما أنه اجتمع ببعض فصائل المعارضة السورية في القاهرة، وعقد أيضا لقاأت مع بعض الأطراف المشاركة في الانتقال السياسي في تونس”، ناقلة عن أحد معارف دحلان قوله :” أبو فادي وصل نفوذه إلى درجة حضوره خطاب دونالد ترامب في مايو الماضي في الرياض، إلى جانب حوالي 50 من زعماء الدول العربية والإسلامية”.
كما نقلت الصحيفة عن صحفي فلسطيني قوله :” الإمارات جعلت من دحلان وكيلا لها في حربها المعلنة ضد الإخوان المسلمين، ومن بين كل قيادات الجيل الثاني الفلسطينية يعتبر هو الأكثر نفوذا وعلاقات في المنطقة، حيث إنه تحول إلى أخطبوط حقيقي”، مشددا :” محمد دحلان وبن زايد جرى في سنة 1993، بمناسبة زيارة ياسر عرفات إلى أبو ظبي. وقد كان حينها دحلان يستعد لتسلم مهمة إدارة جهاز الأمن الوقائي، وهو واحد من أهم الأجهزة الأمنية في غزة، وقد استغل هذا المنصب من أجل جمع أموال كثيرة، عن طريق فرض الإتاوات على شاحنات البضائع التي كانت تدخل القطاع، وتمكن أيضا من ربط الصلة بعديد الأجهزة الاستخباراتية مثل “الشين بيت” الإسرائيلي”.