أشارت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا عن الحرب التي قد تنشب بين الدولة التركية وبين الأكراد المدعومين بشكل كبير من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، والمنتشرين بشكل قوي في سوريا والعراق بعد ثورات الربيع العربي.
وقالت الصحيفة في تقرير لها :” زعيم حزب الحركة الوطنية دولت بهشلي، أضاف صوته للأصوات الأخرى في الشرق الأوسط والغرب التي حذرت من تداعيات الاستفتاء، الذي أعلنت عنه حكومة إقليم كردستان الشهر المقبل لتقرير مصير الإقليم”، لينقل التقرير عن بهلشي قوله :” كردستان العراق، التي يستخدمها حزب العمال الكردستاني قاعدة، يجب أن “يهزم”، مضيفا أن الاستفتاء هو بمنزلة “سبب للحرب”، مشيرين إلى أن السياسي التركي كان يتحدث بعد لقاء تم بين الرئيس أردوغان ورئيس هيئة الأركان الإيرانية المشتركة الجنرال محمد حسين باقري، حيث تمت مناقشة القيام بعمليات مشتركة ضد المتمردين الأكراد”.
وذكرت الصحيفة البريطانية :” أقلية كردية مضطربة تعيش على الحدود الشمالية الغربية مع تركيا، لافتة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس قام بمقابلة حاكم إقليم كردستان مسعود بارزاني هذا الأسبوع، وطلب منه تأجيل الاستفتاء”، لافتة :” قرار البارزاني الدعوة للاستفتاء في الإقليم، الذي يعيش فيه 6 ملايين نسمة، أدى إلى إعادة اصطفاف وتغيير التحالفات في تركيا وسوريا والعراق، التي تواجه كل واحدة منها أزمات وتمردات وحروبا ضد تنظيم الدولة”.
وأعطى التقرير البريطاني قراءة للوضع في المنطقة إذ أفاد :” قرار البارزاني أثار الذعر في بغداد، ليس بسبب دعوة البارزاني للاستفتاء، لكن لأنها تضم الأكراد الذين يعيشون خارج حدود الإقليم في كركوك، وهي المدينة النفطية المتنازع عليها، التي سيطرت عليها قوات البيشمركة في عام 2014، بعد هجوم تنظيم الدولة عليها، لافتين إلى أن هناك 35 مليون كردي يعيشون في الشرق الأوسط، وعادة ما يوصفون بأنهم الشعب الكبير لكن دون دولة، ويتوزعون على العراق وسوريا وتركيا وإيران، التي شهدت كل واحدة منها بروز جماعات مسلحة تطالب بالانفصال، وارتبط مصيرهم بتعقيدات السياسة والجيوسياسة في المنطقة”، مضيفا :” المتحدث باسم المليشيات الشيعية في العراق هدد في يونيو بأن مقاتليه مستعدون للحرب ضد خطط الاستقلال الكردية، منوها إلى أن المنطقة الخارجة عن المنطقة التي تديرها حكومة إقليم كردستان، التي يشملها الاستفتاء، تشمل مجتمعات سنية عربية ومسيحية وتركمانية وطوائف أخرى”.
وتابعت “التايمز” :”إيران شهدت زيادة في نشاطات الأكراد داخل أراضيها رغم وقف إطلاق النار غير الرسمي، ويقول كاوي أهنغاري، المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، وهو الجماعة الرئيسية المسلحة، إن المنطقة شهدت خمس مواجهات هذا الصيف”، موردة :” الأكاديمي الإيراني الكردي المقرب من الحزب الكردي الإيراني حاسم داستبش، يرى أن الحزب يعمل من مناطق حكومة إقليم كردستان، ويمكن أن يستخدم بصفته ورقة مساومة في حال المعارضة الإيرانية للاستقلال، ويقول لو دعمت الحكومة الحزب الديمقراطي الكردي الإيراني قليلا فإنه سيقوى داخل إيران، ويضيف: “في الوقت الحالي ليست لديهم أسلحة فعالة، وتخيل لو حصلوا عليها”.