يبدو أن خريطة الحرب في اليمن بدأت تتغير وبشكل واضح خصوصا بعد تغير خارطة التحالفات في البلد الذي يعاني من الحرب والفقر والجوع والكوليرا.
ونشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا للكاتب ريتشارد سبنسر، قال فيه إن الحلفاء في الأزمة اليمنية يعيشون على حالة من الاختلاف الآن بسبب تباعد مصالحم ونظرتهم لمرحلة ما بعد الحرب.
وأفاد التقرير :” الخلافات بين الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة اليمنية في عام 2014، والرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي ساعد أنصاره المتمردين القادمين من الشمال على دخول العاصمة، بالإضافة إلى الخلافات بين السعوديين والإماراتيين”، مضيفا :” الخلافات داخل المعسكر المضاد للتحالف الذي تقوده السعودية تعقد من عمليات حل الأزمة، ومن المتوقع أن تجري مسيرات يتنافس فيها الحوثيون مع أنصار صالح”.
وتابعت “التايمز” :”الخلاف كشف عن هشاشة التحالف، حيث قاتل صالح، الذي حكم اليمن لثلاثين عاما قبل أن يطيح به الربيع العربي في عام 2011، الحوثيين في ست حروب، إلا أن وجد فرصة لاستخدام المليشيات المسلحة الموالية له مع المتمردين للعودة إلى السلطة، مشيرة إلى أن السعودية تدخلت لإعادة الحكومة، التي يترأسها عبد ربه منصور هادي”، لافتة :” الحوثيين وصفوا صالح بالشرير والخائن، وشنوا حملة عليه؛ بسبب محاولات التوصل لصفقة مع الإماراتيين، حلفاء السعوديين، في الحملة ضدهم”.
وأشارت الصحيفة البريطانية أن الموت خطف حياة 10 آلاف مدني، في حرب لازالت مستمرة منذ سنتين، حرب ساهمت وبشكل مباشر في نشر المجاعة ووباء الكوليرا، في حين يعاني أكثر من 17 مليون يمني من النقص في الطعام، بجانب مليوني طفل يعانون من نقص التغذية.
وأفادت الصحيفة :” التحالف دمر يوم أمس فندقا وعددا من المباني في حي أرحب في ضواحي العاصمة اليمنية، وقتل عدد من المقاتلين الحوثيين كانوا في طريقهم للمشاركة في المسيرة، بالإضافة إلى عدد من العمال”، مؤكدة :” معظم المدنيين ماتوا نتيجة للقصف الجوي، ما وضع ضغوطا على مزودي السلاح الغربيين لكل من السعودية والإمارات، وهم الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون، حيث أشار تقرير لمنظمات الإغاثة، التي تقوم المفوضية السامية للاجئين في الأمم المتحدة بالإشراف عليها، إلى زيادة الغارات الجوية في وقت دخلت فيه الحرب حالة من الجمود”.
وتطرق تقرير التايمز لكمية الغازات التي تم إطلاقها خلال الحرب، إذ أفادت :” عدد الغارات هذا العام بـ5676 غارة، مقارنة بـ3936 العام الماضي، ويتهم التحالف بمحاصرة ميناء الحديدة، وهو الميناء الرئيسي لليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون، بشكل منع وصول الطعام والمواد الإغاثية إلى المحتاجين”.
وحول دور “آل سعود” في الحرب اليمنية، قالت “التايمز” :” السعودية تشعر بالخيانة من صالح، خاصة أنها دعمته، وعملت على مبادرة يقوم فيها بتسليم السلطة إلى نائبه، والبقاء في البلاد وبحصانة من المحاكمة، ولهذا ترفض التعاون معه، مستدركة بأن الإمارات فتحت خط اتصال مع صالح من خلال ابنه أحمد، السفير السابق في الإمارات، الذي يعتقد أنه لا يزال فيها”.