عادت الامارات العربية المتحدة للعب دوري محوري في الشرق الأوسط، هذه المرة بشكل أكثر وضوح بعد ثورات الربيع العربي، إذ كانت “أبوظبي” العدو الأول والحقيقي من الحقل العربي لهذه الثورات، بدعمها لأنظمة بن علي ومبارك والقذافي.
ونشرت صحيفة “ميديل إيست آي” تقريرا للكاتب البريطاني ديفيد هيرست، قال فيه إن الامارات ترغب في الوقت الحالي أن تلعب دورا أكبرا بمنطقة الشرق الأوسط، دور “أمريكا” المنطقة ووكيلها.
وقال الكاتب في مقاله :””بإمكان الإماراتيين التدخل في صراعات المنطقة، وبإمكانهم تنصيب الطواغيت وتنظيم الانقلابات، وبإمكانهم استخدام أقصى ما لديهم من قوة، إلا أنهم لن يتمكنوا أبدا من إقامة حكم يرضي الناس ويحظى بتأييدهم”، موضحا :” سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة يرى أن حجم وظيفته أكبر بكثير من مجرد تمثيل دولة خليجية صغيرة، مشيرا إلى أن العتيبة الآن في وضع يمكنه من نشر مقالات الثناء على محمد بن سلمان في “نيويورك تايمز” وفي “واشنطن بوست” دونما رقيب أو حسيب، وبات بإمكانه أن يظفر بأجزاء من جدول أعمال الرئيس الأمريكي، وبإمكانه أن يشوه سمعة ابن عم محمد بن سلمان المنافس له”.
وأشار “هيرست” :”ولا أدل على ذلك من أنه بذل جل جهده في الترويج لأمير من بلد آخر غير بلده، محمد بن سلمان، الملك السعودي القادم، بينما تعيش السفارة السعودية في حالة من السكون، بل والغياب التام عما يجري”، مردفا :” يعتقد العتيبة أن سيده، محمد بن زايد، قد هيمن على المملكة العربية السعودية وبات يتحكم بمقاليد الأمور فيها من خلال تمكين الأمير الشاب الصاعد، الذي يمثل بالنسبة له كرة الشمع الطرية المثالية التي سيرسم على سطحها التصاميم الإماراتية. وهو ما يجري الآن تكراره في اليمن، ويتوقون إلى رؤية ذلك يحدث في ليبيا أيضا. أما في سوريا، فقد بدلوا مواقعهم وانتقلوا من خندق إلى آخر. وقريبا سيكون العالم العربي قد هيمن عليه طواغيت متشابهون ومنسجمون”.
ونقلت “ميديل إيست آي” تصريحات العتيبة التي أثارت الجدل والتي قال فيها :” ما نرغب في رؤيته هو حكومات أكثر علمانية، تكون أكثر استقرارا وثراء وتمكينا وقوة”، معلقة :” هذه التصريحات تأتي على الرغم من أن ممالك الخليج المستبدة لا تتورع عن استخدام الإسلام وأئمة الدين لإقرار الدكتاتورية وإضفاء مشروعية عليها، أما الوعاظ الذين لا يرون رؤيتهم ولا يقرونهم على أفعالهم فيوصمون بالإرهاب، كالشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.
واستطرد الكاتب البريطاني :” تأمّل على سبيل المثال في ما جرى في الانتخابات المحلية في الأردن، تلك الدولة التي تخضع لحكم الفرد الواحد والتي حاولت بقوة شق الإخوان من خلال إغلاق مكاتبهم وإقامة جمعية مناهضة لهم من عدد من المنشقين عنهم. كلما أتيحت الفرصة لإجراء انتخابات تتمتع بدرجة من النزاهة النسبية فإن جماعة الإخوان المسلمين ستستمر في البروز كأكبر حزب سياسي، ولو أن الإخوان قرروا التخلي وعدم المشاركة، وعاد القوميون العرب وبرزوا من جديد، فإن نفس الشيء سيحصل معهم”.