بعد أزمة الخليج بين قطر من جهة والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين من جهة، ظهر للعيان الدور الكبير لقناة الجزيرة في هذا الأمر.
وقالت صحيفة “هارتس” الاسرائيلية نقلا عن الكاتب والمحلل تسفي برئيل إن الجزيرة تعتبر مصدر قلق حقيقي وخوف بالنسبة لمعظم الزعماء العرب بل حتى في اسرائيل داخلها، كونها إحدى القنوات التي استطاعت تغيير سياسات.
ونقلت الصحيفة عن ما قالته هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة الأمريكية أمام لجنة في مجلس الشيوخ سنة 2011 والتي قالت :” “الجزيرة هي قائدة بكونها تغير آراء ومقاربات الناس، وسواء أحببتم ذلك أم لا، فهي فعالة بالتأكيد”.
وقالت الصحيفة :” فيصل القاسم من الصحافيين الكبار في الجزيرة، وهو درزي، ويحمل الجنسية السورية والبريطانية، ويعتبر برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه من البرامج الأكثر شعبية بين البرامج التلفزيونية العربية بسبب الجرأة والحدة”، مضيفة :” “لقد قام القاسم بنفسه بإثارة ثورة في الصورة التي يعالج بها الإعلام العربي المواضيع المختلف عليها، سواء كان الأمر يتعلق بحقوق المرأة أو التيارات الدينية أو الزعماء القتلة”.
وأشارت “الهارتس” :”إن الميثاق الأخلاقي للقناة هو بالتحديد ما يزعج منتقديها، والحقيقة أن الجزيرة هي التي كشفت للعالم حرب أفغانستان، عندما لم يسمح لوسائل الإعلام الغربية بالدخول إلى المنطقة، وهي التي قامت بعرض المذابح التي نفذتها قوات التحالف الدولي أثناء الحرب في العراق”، مواصلا :” هذه القناة هي التي نشرت عن انتحار محمد بوعزيزي في نهاية 2010، في الوقت الذي نظروا فيه في الغرب إلى هذه الحادثة كقضية جنائية محلية، وعملت على تأطير الحادثة كموضوع عربي. وهي التي أوجدت خطابا عربيا جديدا أثمر أيضا أفكار ثورة الربيع العربي”.
وتطرق التقرير الاسرائيلي للدور الكبير الذي لعبته الجزيرة في فضاء الإعلام العربي إذ أفاد :” نعم، الجزيرة قامت بثورة في الإعلام بعد أجيال رافقت فيها وسائل الإعلام العربية الزعماء العرب في قص الأشرطة والخطابات النارية، وأحيانا بدون صوت، خوفا من أن يقوم شخص غير مرغوب فيه بالتفوه ضد الزعيم”، في حين قالت عن علاقة الجزيرة بالرياض :” الجزيرة كشفت عن الفساد في السعودية، ما دفع الرياض لإغلاق مكاتبها في المملكة. وفي هذه السنة فرضت إغلاقا محكما على قطر، سببه الأساس هذه القناة المتقدة، قناة الجزيرة هي الشبكة الوحيدة تقريبا التي ما زالت تقدم التقارير عما يجري في قطاع غزة”.
وختمت “هارتس” تقريرها بالحديث عن إغلاق مكتب الجزيرة في اسرائيل، قائلة :” إن سحب هوية الصحافة من إلياس كرام عمل يائس، فبجرة قلم يمكن اختراع ذريعة لإغلاق عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية والغربية، لكن على الأقل ستبقى للإسرائيليين قناة الجزيرة، التي يمكنهم من خلالها معرفة ما يجري في بلادهم وفي المناطق التي قاموا باحتلالها”.