عادت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مناوراتها العسكرية مع مصر، لاستنئناف سبل مكافحة الارهاب، وذلك بحسب ما يتماشى مع حروب الجيش المصري مع متمردي داعش في ولاية سيناء.
وقالت مجلة “فورين بوليسي” في تقرير لها “في آخر الملامح التي تظهر أن إدارة دونالد ترامب تعمل على إلغاء السياسات التي تبنتها إدارة باراك أوباما في الداخل والخارج، فإن الجيش الأمريكي يقوم بالتحضير لاستئناف المناورات التي كانت تجري منذ وقت طويل، بعد أن ألغاها الرئيس أوباما عقب الاحتجاجات في عام 2013، التي قتل فيها مئات المتظاهرين في القاهرة”، مشيرة :” المناورات المشتركة “النجم الساطع” ستبدأ في الشهر المقبل، حيث سيتم التركيز على قضايا مكافحة الإرهاب، والمساعدة على احتواء تمرد قوي في شبه جزيرة سيناء”.
ونقلت الصحيفة عن بعض المسئولين الأمريكيين قولهم :” مصر قد توجه الدعوة إلى دول أخرى، مثل السودان، للمراقبة، إلا أن القوات المصرية والأمريكية هي التي ستشارك في التمرينات العسكرية”، لافتة :” الإعلان عن المناورات العسكرية يأتي بعد أشهر من استقبال الرئيس ترامب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شهر أبريل في واشنطن، حيث كال له المديح الكبير، وقال إنه يقوم بكفاح المتطرفين في داخل مصر ومنطقة شمال أفريقيا”.
وأفاد التقرير :” إدارة أوباما كافحت من أجل تأكيد استراتيجية متماسكة تجاه مصر بعد ثورات الربيع العربي عام 2011، حيث تخلت عن حليفها القديم حسني مبارك، وقامت بالتعامل بتردد مع حكومة الإسلاميين التي لم تعمر طويلا، حيث أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي، ومن ثم تعاملت ببرود تام في العلاقات بعد سيطرة السيسي على السلطة وقمعه للمعارضة”، كاشفا :” خلافا المناورات السابقة، فإن بصمات الولايات المتحدة في التمرين المقبل ستكون قليلة، مشيرة إلى قول مسؤولين للمجلة إن عدد الجنود والأفراد المشاركين فيها لن يتعدى المئات، خلافا لما كان عليه الحال، حيث كان يشارك آلاف الأفراد في العمليات التي بدأت في عقد الثمانينيات من القرن الماضي حتى توقفها، وكان يتم إنزال مئات الجنود الأمريكيين في الصحراء المصرية في السنوات الماضية، فكان جنود المارينز يقومون بهجمات على الشواطئ، وكانت أكبر مناورة للنجم الساطع هي تلك التي نفذت في عام 1999، وشارك فيها حوالي 70 ألف جندي من 11 دولة”.
ونوهت “فورين بولسي” :” جماعة أنصار بيت المقدس تعد من أكبر الجماعات الجهادية في سيناء، وهي مسؤولة عن تفجيرات على الطرق وهجمات على مراكز الجيش المصري، وأعلنت البيعة لتنظيم الدولة في عام 2014، لافتا إلى أن الجماعة تسيطر في الوقت الحالي على مناطق شاسعة من صحراء سيناء”، متابعة :” يقاتل الجيش المصري ويخسر الحرب في سيناء منذ عدة سنوات”، حيث لم تظهر المؤسسة العسكرية أي اهتمام بإعادة تشكيل العقيدة القتالية للجيش المصري من الحروب التقليدية إلى مكافحة الإرهاب، ويعلق شينكر قائلا: “إن مناورة عسكرية صغيرة تركز على هذه الأمور التقنية العالية هي أفضل ما تحصل عليه مصر””.