أصبحت الحرب السورية في الوقت الحالي تستهلك الكثير من الموارد البشرية، وهو ما دفع قوات النظام والدول التي تدعمها بشن حزب استنزاف، يروح ضحيتها آلاف المرتزقة الذين يعيشون الحرب مقابل الدولار.
وقالت صحيفة “أوكي ديلا غويرا” الإيطالية إن روسيا بوتين، اتخذت بعض القرارات الجديدة ذات العلاقة ببسط النفوذ على مناطق تخفيف الصراع، وذلك بوضع مجموعة من القوات الروسية للحفاظ على الأمان في هذه المناطق.
وتابع التقرير الإيطالي” :” روسيا تسعى إلى فرض المزيد من السيطرة على المناطق التي تسلمت زمام إدارتها بموجب محادثات أستانة، ومن هذا المنطلق، تؤمن موسكو أن دورها اليوم لا يجب أن يقتصر على القضاء على تنظيم الدولة ودعم النظام السوري”، مؤكدة :” روسيا تعتزم التكفل بمهام الشرطة العسكرية في سوريا، وخاصةً في مناطق تخفيف التصعيد. وفي الأثناء، تضمنت قراراتها الجديدة أمرا بإرسال بعض من قوات المرتزقة الروس للتكفل بهذه المهام”.
وواصلت الصحيفة :” مهمة قوات المرتزقة الروس ستشمل المحافظة على النظام العام في المنطقة، إداريا وعسكريا. ويأتي ذلك في إطار المساعي الرامية لمنع التصادم بين مختلف القوات في العديد من المناطق، وخاصةً الحدودية منها. فعلى سبيل المثال، سيعمل المرتزقة الروس على ضمان وقف إطلاق النار بين القوات المتناحرة في منطقة الجولان، فضلاً عن مجابهة أي اشتباك محتمل من شأنه تصعيد حدة التوتر والتسبب في اندلاع صراع جديد بين القوات الإسرائيلية والسورية وقوات حزب الله”، مستدركة :” من المثير للاهتمام أن روسيا قد أكدت على أن مثل هذه المهام لا ينبغي أن تسند إلى قوات عسكرية عادية. وبالتالي، أرسلت موسكو في طلب فرق المرتزقة الروس حتى تكون خير ضامن للأمن على الأراضي السورية، وذلك وفقاً لما أوردته مصادر الاستخبارات الإسرائيلية ووكالات الأنباء المحلية، التي أكدت صحة هذه المعلومات منذ فترة”.
وأكد التقرير الإيطالي :” عمدت روسيا إلى الاستعانة بشركة “فاغنر” للعمليات العسكرية السرية لتؤمن قوات المرتزقة الضرورية، في خطوة مماثلة للولايات المتحدة الأمريكية، التي وظفت بدورها شركة “بلاك ووتر” في حربها ضد العراق”، مذكرة :” روسيا أمرت، في البداية، بإرسال ما يربو عن ثلاثة آلاف مقاتل من المرتزقة، الذين يتمركزون في الوقت الراهن على أرض الميدان في سوريا، إلى جانب القوات الروسية، وذلك حتى يشاركوا في مختلف مراحل الصراع السوري. ووفقاً لمصادر الاستخبارات الإسرائيلية ووكالات الأنباء المحلية، تعتزم موسكو زيادة عدد جنودها في سوريا، علما وأنه وخلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت المنطقة وصول دفعة جديدة من الجنود، تضمنت حوالي ألفي مقاتل روسي. ومن المرتقب أن تضمن هذه القوات لروسيا السيطرة الشاملة لمناطق تخفيف التصعيد، وذلك بالتعاون مع القوات النظامية.”
وأشارت الصحيفة الإيطالية :” معظم المقاتلين التابعين لشركة فاغنر الأمنية الروسية، كانوا فيما مضى يعملون في صفوف القوات المسلحة الروسية البرية والبحرية والجوية، بما في ذلك القوات الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، كان لهؤلاء المقاتلين، الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 سنة، تجربة موسعة في الحرب ضد أوكرانيا” على حد وصفها.