تحدث تقرير جديد نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن العلاقات القوية التي باتت تجمع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات، محمد بن زايد، معتبرا أن هنالك ديناميكية جديدة ستغير وجه الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة :” لم يعرف ورثة العرش في السعودية والإمارات بعضهما البعض حتى حظيا معًا بهواية خليجية محببة – رحلة تخييم لليلة في الصحراء السعودية الشاسعة، يرافقهما صقور مدربة ووفد مرافق صغير، السعودية الغنية بالنفط، والتي تتبنى نهجًا محافظًا، تتوافق سياساتها مع جارتها الأصغر حجمًا والأكثر ليبرالية وتنوعًا اقتصاديًا. وينظر إلى العلاقة بين الأميرين باعتبارها نقطة مركزية في التحول السعودي.”.
وتابع التقرير :” يتخذ السعوديون خطوات أكثر جرأة للحد من التطرف الديني في الداخل، ويتبنون موقفًا متشددًا تجاه الجماعات الإسلامية في الخارج، وهو الأمر الذي تقوم به الإمارات منذ فترة طويلة. كما تتبنى السعودية سياسة خارجية أكثر عدوانية، وقد تجلت آخر مظاهر هذه السياسة في الحصار الذي فرضته المملكة مع الإمارات على قطر، الجارة الصغيرة في الخليج. وقد دعمت قطر جماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين في مصر وحماس في قطاع غزة، وحافظت على صلات مع الجماعات المتطرفة، مما أثار غضب الإمارات”، ناقلا عن أندرياس كريغ، المستشار السابق لحكومة قطر والخبير في شئون الخليج في كلية كينغز في لندن تعليقا قال فيه :” لقد خلق الأمير سلمان والأمير ابن زايد هذا الموقف». وأضاف كريغ أنه حتى وقت قريب، كانت الأمور تمضي على ما يرام بين الأمير السعودي وأمير قطر،ولكن لأن قطر والإمارات بعيدتان عن بعضهما البعض بنسبة 180 درجة، فقد كان على السعودية أن تختار”.
وأكدت “ووول ستريت جورنال”:” العائلة الملكية في السعودية قد انقسمت حول كيفية التعامل مع قطر، وفقًا لما ذكره مقربون من الأسرة الحاكمة. وقال مسئولون سعوديون وإماراتيون إن القرار بشأن قطر تم اتخاذه بصورة مشتركة”، واصفة الثنائي “بالتوأم المتزايد”، إذ علقت :” إن التواؤم المتزايد بين الرياض وأبوظبي له آثار بعيدة المدى على المنطقة وعلى الولايات المتحدة. وقد اتخذت إدارة ترامب نهجًا متشددًا ضد إيران، ورحبت بالتعاون الوثيق مع السعودية والإمارات ضد منافسهم المشترك”، مشددة :” الموقف السعوديألإماراتي الأكثر عدوانية يطرح تحديات بالنسبة لواشنطن. وتبذل إدارة ترامب جهودًا لحل خلافاتهم مع قطر التي تعد موطنًا لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتستخدمها الطائرات المشاركة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا.
وتابع التقرير :” الإمارات ترى في وجود سعودية مستقرة ومعتدلة أولوية عليا للأمن القومي إلى حد كبير بسبب موقعها كمهد للإسلام، وفقًا لما نقله التقرير عن مقربين من القيادة الإماراتية. تؤثر السعودية ومصر كقوة إقليمية على العالم الإسلامي أبعد من حدودهما، ترى القيادة الإماراتية أن محمد بن سلمان هو أفضل رهان لتحقيق الاستقرار في السعودية، بحسب ما ذكره مقربون من القيادة الإماراتية. وكان محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عامًا، قد بزغ نجمه في القيادة السعودية بعد أن أصبح والده ملكًا في أوائل عام 2015، وتولى منصب وزير الدفاع والاقتصاد. وفي يونيو (حزيران) الماضي، تم تعيينه وليًا للعهد”.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول :”ساعد محمد بن زايد، الذي يبلغ من العمر 56 عامًا والحاكم الفعلي لبلاده، في تنظيم زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية في مايو (أيار)، وقام هو وغيره من كبار المسؤولين الإماراتيين بدور رئيس في الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة لصالح محمد بن سلمان، بحسب ما نقله تقرير الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين”.