شككت تقارير إعلامية غربية بمصداقية رؤية 2030 التي أعلن عنها محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وذلك للمشكل الكبير الذي تعرفه البلاد على مستوى حقوق الإنسان.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن السعودية تعرف العديد من الانتهاك لحقوق الإنسان وهو الأمر الذي تسبب في التشكيك في هذه الرؤية التي أطلقها ولي العهد الجديد.
وعلقت الصحيفة :” المملكة ما زالت غارقة في العصور المظلمة، التي تداس فيها حقوق الإنسان، وتسحق حرية الرأي والتعبير، وذلك بالتزامن مع إطلاق طموحات متناقضة لخلق دولة مزدهرة وحديثة”، لافتة :”خطة بن سلمان لعام 2030 التي وعد بها لبناء “بلد مزدهر يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم” وتعهده ببناء دولة “متسامحة ومعتدلة” تكون بمثابة “قوة استثمارية عالمية” و “مركز للتجارة وبوابة للعالم”، تواجه “تغييرا بطيئا للغاية”.
وتابع التقرير: ” آخر دلالة على ما سمته “التخلف في مجال حقوق الإنسان” يتعلق بمصير 14 رجلا سعوديا، كلهم من الأقلية الشيعية في البلاد، يواجهون الإعدام بتهم انتزعت منهم تحت التعذيب، تتعلق بتنظيم احتجاجات في المملكة، وارتكاب جرائم إرهاب، حسب تعبيرها”، مشددا :” من بين المحكوم عليهم بالإعدام الطالب “مجتبى السويكت” الذي اعتقل في أحد مطارات المملكة مطار في ديسمبر 2012 أثناء مغادرته لإكمال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وواصلت الصحيفة نقلا عن بعض الناشطين في حقوق الإنسان قولهم :” “السويكت” الذي اعتقل وهو في التاسعة عشرة من عمره لم يعط سببا لإلقاء القبض عليه، وأدين دون أن يعطى حق توكيل محام عنه، “وكان عرضة للحرمان من النوم والضرب والحرق بالسجائر والحبس الانفرادي وغير ذلك من أشكال التعذيب والمعاناة، وحكم عليه لاحقا بالإعدام بعد انتزاع اعترافات منه تحت التعذيب”، معلقة :” لا يمكن اعتبار حالة “السكويت” معزولة، مصير المدون رائف بدوي، الذي سجن منذ عام 2012 بعد مطالبته بمجتمع أكثر ليبرالية وعلمانية، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات و ألف جلدة”.
وختم التقرير الأمريكي بقول الصحيفة :” ملف انتهاك حقوق الإنسان في السعودية؛ يعطي سببا للتشكيك في مدى التزام ولي العهد محمد بن سلمان بأهداف “رؤية 2030”.
وكان محمد بن سلمان، ولي عهد وابن الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز قد أعلن منذ توليه ولاية ولي العهد، قبل الاطاحة بابن عمه، محمد بن نايف عن رؤية جديدة لسنة 2030، تقطع العلاقة مع ملف عدم احترما حقوق الإنسان ومنح المرأة حرية أكبر.
وبدأت بذور هذه الرؤية تظهر وبشكل واضح جدا، بعد تقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي المنكر، لصالح هيئة جديدة تسمى “هيئة الترفيه”،إذ قامت هذه الأخيرة باستضافة العديد من السهرات الغنائية والألعاب الترفيهية ونجوم من داخل وخارج الخليج.
وينتظر أن تعرف السعودية تغييرات كبيرة، عند تولي بن سلمان زمام الحكم.