قال عمرو الدراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الرئيس محمد مرسي إن النظام الحالي في مصر بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي يثبث في كل يوم وحشيته وساديته في التعامل مع الشعب المصري بممارسة القمع والوحشية.
وتابع المتحدث نفسه :”هذا ليس فقط في ملف التصفية الجسدية، بل على مختلف الأصعدة، فمثلا في المجال الاقتصادي يوجه النظام يوميا ضربات موجعة للمواطن البسيط من خلال إلغاء الدعم ورفع الأسعار وزيادة التضخم، فلا يدري المواطن كيف يكفي نفسه واحتياجات أسرته ويسدد ديونه، وهو نوع من التعذيب اليومي يتعرض له معظم المصريون”، مضيفا :” النظام يحاول ردع أي نوع من أنواع رفض ممارساته بأي شكل من الأشكال، فبدلا من اللجوء كالمعتاد إلى اعتقال الشباب وتعذيبهم ومحاكمتهم، يقوم اختصارا للوقت ولتحقيق المزيد من الردع بتصفيتهم جسديا بشكل مباشر بدم بارد ودون وازع من ضمير، وهو يتوهم أنه بذلك يلقي الرعب والخوف في قلوب باقي المصريين، إلا أن هذا غير صحيح على الإطلاق، فعلى العكس تماما، مثل تلك الممارسات تزيد من الثأر لدى المصريين ويدفع قطاعات كبيرة من الشباب للجوء إلى بعض ممارسات العنف لمواجهة هذه التصرفات الإجرامية، بكل ما في ذلك من آثار سلبية على المجتمع واستقراره”.
وأكد دراج :” التصفية الجسدية تحدث يوميا، غير أنها زادت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وبلغت العشرات خلال الشهر الأخير فقط، وتتم بنفس الطريقة دون وجود أي أدلة على تورط هؤلاء الشباب في أي أعمال عنف، وبعضهم كان مختفيا قسريا أو معتقلا سابقا قبل تصفيته، وأصبح هذا منهجا قذرا لدى سلطة الانقلاب، لا تتورع أن يكون معلوما عنها، فالهدف هو بث الرعب وإسكات الأصوات المعارضة أو الساعية للتغيير”، مشددا :” وتيرة رفض النظام لدى المصريين تزداد يوما بعد الآخر، وهو يريد قتل هذه التوجهات بأكبر درجة ممكنة من العنف والقمع، كي يخاف الناس، ويحول دون تطويرهم هذا الرفض والغضب المكتوم إلى أساليب مقاومة حقيقية على الأرض تتسبب في إسقاطه والقضاء عليه”.
واعتبر المتحدث ذاته في لقاء صحفي مع أحد المواقع العربية أن ضعف المعارضة ساهم وبشكل كبير في هذا الوضع، معلقا :” المعارضة السياسية المصرية منذ فترة طويلة مع الأسف ليس لديها أية فعالية، وبالتالي فالنظام لا يخشى المعارضة بأي صورة من الصور، فضلا عن أنه استطاع استقطاب بعض المعارضين في أوقات كثيرة، وجزء كبير من هؤلاء الشباب الذين تتم تصفيتهم لا علاقة لهم بتنظيمات أو جماعات سياسية أو دينية، ولا علاقة لهم بالعمليات التي تحدث”، مسطردا :” والقتل أصبح ثقافة راسخة ومنتشرة ومتغلغلة لدى النظام، خاصة أن السيسي وعد رجال الأمن بألا يُحاسبوا على جرائمهم، بل على العكس تتم تهنئتهم ومكافأتهم على ما يرتكبوه، دون وجود أي رد فعل للأسف تجاه ما يحدث. ولنتذكر جميعا ما قاله السيسي في أحد تسريباته أن “الجيش أداة قتل”، وهو يسعى لجعل ذلك أسلوبا للسيطرة وواقعا في حياة المصريين علي الدوام”.