قال الدكتور علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والخبير الاقتصاد الإسلامي إن الإنقلاب الذي حدث في مصر، أقبر وبشكل كامل خطة تنموية كادت تنهي الفقر في مصر.
وقال المتحدث في لقاء صحفي مع أحد المواقع العربية: ” الرئيس مرسي، رحب بالبرنامج بعد الاضطلاع عليه والتأكد من ملاءمة تطبيقه في مصر، وأمر بتشكيل لجنة للبدء في تنفيذ هذا المشروع، الذي يستهدف القضاء على الفقر في مصر، وانتشال مليون أسرة مصرية من تحت مستويات خط الفقر المدقع في أقل من 10 سنوات، لكن جاء الانقلاب العسكري وتوقف كل شيء”، مضيفا :”عرض أيضا هذه البرنامج على الحكومة التونسية بعد الثورة مباشرة، لكن تغيير الحكومات أدى إلى تجميد البرنامج أيضا، مشيرا إلى أن البرنامج يتم تطبيقه كنموذج مصغر حاليا في قطاع غزة برأس مال لا يتجاوز الـ3 ملايين ونصف، وهو مشروع ناجح هناك على الرغم من ظروف الحصار وضعف التمويل”.
وتابع القرة: البرنامج الذي أطلق عليه اسم “كاف”، مأخوذ من استراتيجية خامس الخلفاء الراشدين، عمر بن عبد العزيز، رحمه الله، لتحقيق التنمية الشاملة في مدة زمنية قصيرة امتدت فقط لسنتين و6 أشهر و17 يوما و11 ساعة، برنامج كاف، أخذ في الاعتبار دراسة كافة العقبات والتحديات التي يمكن أن تواجه تنفيذ البرنامج وتطبيقه على أرض الواقع، ووضع حلولا لها، بالمشاركة مع إحدى المؤسسات التابعة للأمم المتحدة”.
أكد المتحدث ذاته أن هذا البرنامج لا يقتصر على المسلمين فقط، معلقا :”هو برنامج عام لجميع المواطنين على مستوى العالم (مسلمين وغير مسلمين)، مضيفا أنه برنامج يعتمد على الشراكة المجتمعية والاقتصادية مع المؤسسات الأخرى في المجتمع سواء كانت حكومية أو قطاعا خاصا، وليس المؤسسات الإسلامية فقط”، مضيفا :” ويستهدف القضاء على أمراض المجتمع، والارتقاء بمستوى الفقراء، وتشغيل الأيدي العاطلة والتخفيف من البطالة، وتشغيل نصف المجتمع (النساء) في البيوت، وحماية الأطفال من الضياع، وحماية المجتمع من الانحرافات، إلى جانب المساهمة في تكوين أمة الرحمة وأمة التكافل وبالتالي الأمة الموحدة المتماسكة القوية”.
وأكد المتحدث :”استراتيجية عمر بن عبد العزيز، استهدفت في السنة الأولى، انتقال الفقراء من مرحلة الفقر المدقع إلى مرحلة الكفاف، وبالفعل أصدر أوامره لكل أمراء العالم الإسلامي، وطالبهم بالبحث عن كل شخص يكون قادرا على عمل أو يدرب على عمل وأن يعطوه وسائل الإنتاج ومنها على سبيل المثال إن كان قادرا على التجارة فأعطوه ألف دينار (ما يعادل في ذلك الحين 4225 جرام ذهب)”، مضيفا :”في هذه السنة وصلت عمر بن عبد العزيز ثلاث رسائل من ثلاث دول هي اليمن والعراق ومصر، يؤكدون أن لديهم فائضا عن المعيار المحدد للسنة الأولى، بلغ 33% في اليمن، و25 % في العراق، و20% في مصر، وهذه الدول الآن تعاني تفشي الفقر بها الآن”، ليستطرد :”وفي السنة الثانية كانت الاستراتيجية هي انتقال الناس من حد الكفاف إلى حد الكفاية، وقام بوضع معايير لحد الكفاية، ثم في السنة الثالثة (خلال الـ 6 أشهر الأولى من العام) انتقل الناس من مرحلة الكفاية إلى تمام الكفاية أي أن الفرد لا يخاف الفقر طوال عمره، بحيث يرتب له عمل، أو يوفر له أداة من أدوات الإنتاج، أو أنه يعطى ما يكفيه لكامل عمره، عشرون أو ثلاثون عاما”.