قامت صحيفة “كوميرسانت” الروسية بنشر تقرير تطرق للتراجع الكبير الذي عرفته المواقف الحادة للدول الخليجية التي أعلنت الحصار على قطر، بما في ذلك قائمة الشروط الستة التي تم وضعها لعودة العلاقات مع الدوحة.
وأفادت الصحيفة :”ووفقا للبيان الصادر عن علياء آل ثاني، الذي ورد على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية، يعتبر قرار إلغاء المطالب الثلاثة عشر نتيجة “للضغوط التي مارسها المجتمع الدولي”. وأضافت علياء آل ثاني أن هذه التطورات الأخيرة في خضم الأزمة الحالية والجهود الرامية لحلها، تعكس رغبة هذه الدول العربية في الحفاظ على “سمعة طيبة” على الساحة الدولية، ولا يمكن اعتبارها “مظهرا من مظاهر حسن النية والمرونة الدبلوماسية”، مضيفة :” القائمة الجديدة من المطالب العربية تتضمن 6 شروط فقط، عوضا عن 13 مطلب،وفي هذا الصدد، انعقد مؤتمر صحفي مشترك في نيويورك بحضور وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، بالإضافة إلى مندوبين عن كل من السعودية ومصر والبحرين”.
وأشار التقرير الروسي :” الشروط الستة الجديدة تلزم قطر بضرورة مكافحة التطرف والإرهاب وعدم الدعوة للتعصب والعنف، بالإضافة إلى التقيد باتفاق الرياض لسنة 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لسنة 2014، في إطار مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب العمل بنتائج القمة العربية الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو سنة 2017. علاوة على ذلك، طالب ممثلو الدول العربية قطر بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بالإضافة إلى الامتناع عن دعم الجماعات التي تفتقر للشرعية”، مؤكدا :” العديد من النقاط حذفت من لائحة المطالب التي وجهتها دول الحصار لقطر، على غرار سحب القاعدة العسكرية التركية من الإمارة، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. ووفقا للباحث البارز في الدراسات العربية الإسلامية في معهد الاستشراق بموسكو، بوريس دولغوف، فقد أتت الوساطة الأمريكية إلى جانب بعض الأطراف الآخرين أكلها”.
وعلقت الصحيفة :”ومن المثير للاهتمام أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت منذ البداية عن موقفها الرافض، للتصعيد بين الدول الأشقاء، وعن استعدادها للعب دور الوسيط. وفي هذا الصدد، أورد دولغوف أنه نظرا لتموقع بعض المنشآت العسكرية الأمريكية على الأراضي القطرية، يبدو أن هذا التطور في مسار الأزمة القطرية وليد الوساطة الأمريكية، وذلك خدمة لمصالح واشنطن”، مقرة :” العالم العربي يعيش في خضم أزمة سياسية محتدمة منذ شهر ونصف تقريبا، مع العلم أنه يمكن مقارنتها بمقاطعة مصر سنة 1979، على خلفية معاهدة كامب ديفيد. ونتيجة لذلك، وجدت قطر نفسها في عزلة تامة في الخامس من يوليو، على الرغم من أنها تعد واحدة من أغنى وأقوى الدول في المنطقة”.
وختم التقرير بالقول :” المجتمع الدولي دعا الأطراف المتنازعة إلى الجلوس حول طاولة الحوار مرارا وتكرار. علاوة على ذلك، بادرت العديد من الدول بتأدية سلسلة من الزيارات لدول الخليج؛ بهدف تسوية الوضع على غرار الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الأثناء، يبدو أن هذه المساعي نجحت في نهاية المطاف”.