قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الهجمات ضد المسلمين زادت كثيرا في الفترة الأخيرة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمقاليد الأمور في أمريكا.
وقال التقرير :”عشرات المسيرات والتظاهرات التي تم تنظيمها الشهر الماضي، تحت شعار “تظاهر ضد الشريعة”، في مناطق متعددة من الولايات المتحدة، قال المنظمون إن الجهود ليست معادية للمسلمين، لكن لا شك في أن الحملة من أجل تصوير الشريعة تهديدا للدستور وتمرير قوانين (معادية للشريعة) على مستوى الدولة، هي لتصوير المسلمين الأمريكيين بأنهم لا ينتمون للولايات المتحدة، وأفكار كهذه ستترك نتائج قاتلة”، مضيفا :”التظاهرات المضادة للشريعة، التي نظمتها المجموعة التي تطلق على نفسها (تحرك من أجل أمريكا)، التي يصنفها مركز (ساذرن بافرتي لو سينتر) بأنها متطرفة ومعادية للمسلمين، لم تأت من فراغ، وجاءت بعد حادث بورتلاند في أوريغان، حيث قام قومي متطرف أبيض بالصراخ على فتاتين مسلمتين وشتمهما بشتائم معادية للإسلام، وقام بطعن ثلاثة رجال حاولوا الدفاع عنهما، وقتل المحارب السابق في الجيش الأمريكي، البالغ من العمر 53 عاما، والأب لأربعة أطفال، ومعه أيضا المتخرج من الجامعة قبل فترة تالسين ميردين نامكاي ميتشي (23 عاما)”.
وعلق المتحدث ذاته :”إن حزننا على هذه الأحداث الأخيرة رافقته معرفتنا بأنها جزء من الحقيقة الواسعة في الولايات المتحدة التي نشهدها منذ انتخاب دونالد ترامب، حيث أصبح التحرش والاستفزاز والعنف الجسدي ضد المسلمين وأناس يعتقد أنهم مسلمون وأبناء الأقليات الدينية والعرقية في تزايد مستمر”، مشيرا :”العنف المتجذر في الكراهية لم يبدأ بالطبع في عهد ترامب، وأتذكر حادثا قبل سنوات قليلة عندما تم دفع الطبيب السيخي باهجوت سينغ عن دراجته، وضرب من جماعة من الأشخاص الذين وصفوه بالإرهابي”، متابعا :”لا شك بأن الأمور أصبحت أكثر سوأ منذ دخول ترامب إلى مركز الاهتمام الوطني، ففي العشرة أيام الأولى من انتصاره سجل مركز (ساذرن بافتري لو سنتر) 867 حادث تحرش واستفزاز، وأشار المركز إلى أن عدد الجماعات المعادية للمسلمين ارتفع من 34 مجموعة عام 2015 إلى 101 مجموعة في عام 2016، فيما سجل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) زيادة بنسبة 57% من الهجمات على المسلمين في العام ذاته”.
وقال الكاتب أن الظاهرة إنتشرت بشكل كبير و بشكل حقيقي، إذ أفادت :”خلف هذه الجماعات أشخاصا حقيقيين وأماكن مقدسة ومجتمعات جريحة، حيث تم تقديم دعوى جريمة كراهية ضد رجل متهم بحرق وتدمير مسجد في فيكتوريا في تكساس في يناير، وفي فبراير تم تخريب مقبرة يهودية في سانت لويس، (وقام المسلمون بالتحرك لجمع التبرعات لإصلاح الضرر)، وفي مايو تعرض الليفتنانت ريتشارد كولينز، الذي ترفع في الجيش الأمريكي وتخرج من جامعة باوي، للطعن حتى الموت من طالب ينتمي إلى (ألت رايخ)، وهي جماعة تفوق عرقي بيضاء”، مضيفا :”هل تساءل رئيسنا عن تزامن حملته الانتخابية مع حملات كهذه؟”، ويقول إن فتاة مسلمة شابة قتلت في فرجينيا، حيث يعيش، كانت تمشي مع زميلاتها قرب المسجد، مشيرا إلى أنها “كانت جريمة فظيعة لا معنى لها، وأثرت على المجتمع، وتعتقد الشرطة أن الهجوم كان حادث (غضب على الطريق)، لكن كيف تلوم المسلمين لخوفهم من أن الفتاة تعرضت للهجوم بسبب دينها”.