حالة إنسانية خطيرة تلك التي تعيشها مدينة الموصل العراقية بعد أن أعلن الجيش العراقي “تحريره” للمدينة من تنظيم الدولة داعش في حرب طويلة أجهزت على الأخضر واليابس
وتناولت صحيفة “روسكايا فيستا” الروسية تقريرا أدانت فيه ما يحصل بمدينة الموصل التي كانت تخضع لسيطرة داعش لسنوات عديدة، معتبرة أن المدينة تم تدميرها بالكامل.
وقالت الصحيفة في تقريرها :” يمكن القول أن 14 يوليوز كان يوما تاريخيا إذ تناقلت كل وسائل الإعلام العالمية والغربية خاصة أحد أهم الأخبار التي كان العالم ينتظرها بفارغ الصبر، ألا وهو “تحرير مدينة الموصل العراقية”، مشيرة :” على الرغم من حلاوة النصر التي تذوقها العراقيون، الذين حظوا بدعم من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنهم لم يستطيعوا تجاهل حجم الدمار والخسائر الفادحة التي شهدتها المدينة، في ظل العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة، في إطار المحاولات الحثيثة لاستعادتها”.
وشنت الصحيفة هجوما كبيرا على وسائل الإعلام الغربية التي استخدمتها قوى التحالف لتبرير الكوارث الإنسانية التي عاشتها المدينة، معلقة :” لم يتم الإعلان عن الأرقام الدقيقة والحقيقية لعدد ضحايا القصف على مدينة الموصل من القوات التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، قنابل الفسفور الأبيض اعتمدت من القوات الجوية الأمريكية في إطار عمليات القصف التي طالت مدينة الموصل. وعلى الرغم من أن قوات التحالف كانت تستهدف تنظيم الدولة بالأساس، إلا أن حجم الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين غير مبرر”.
وقامت الصحيفة بتسليط الضوء على العديد من أشرطة الفيديو التي نشرتها “الخوذ البيضاء” حول هجوم كيميائي في حين قالت وسائل إعلام أمريكية أن ما تم من تناقل هذا الأمر كان في إطار سياسية مدروسة ضد النظام السوري، متابعة :” الأمر المستغرب في هذا الصدد، أن كل المنظمات الدولية فضلا عن وسائل الإعلام العالمية، والغربية خاصة، تخدم أجندات سياسية لصالح جهات معينة تقوم بالأساس بتمويلها”، مضيفة :” الموصل شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في غارات جوية كانت موجهة ضد تنظيم الدولة”.
وواصلت الصحيفة :”من خلال العمليات التي ينفذها في العراق، ساهم التحالف في دعم الجماعات التي تحارب قوات النظام في سوريا، بالتالي، من الواضح أن الغرب يحاول تعقيد عمل جيش النظام السوري، وذلك حتى يجد مبررا لوجوده وتمركزه في الشرق الأوسط بعلة تحرير المناطق والمدن الخاضعة تحت سيطرة التنظيم”، مؤكدة :”قوات التحالف الدولي أقدمت على تنفيذ جملة من عمليات القصف دون أن تميّز بين المدنيين والإرهابيين، “ما يدل على أنها لا تحاول مطلقا الحد من حجم الخسائر في صفوف المدنيين”.
وأكد التقرير :” الآلاف من المدنيين لقوا حتفهم على امتداد أكثر من خمسة عشر شهرا من القتال المستمر في الموصل، في حين يقدر عدد الجرحى بأضعاف ذلك” ناقلة عن بعض الخبراء الروس قولهم :” بالمقارنة مع حجم الخسائر في صفوف المدنيين في سوريا، تبين أن عدد الضحايا في الموصل نتيجة الحرب أكبر بكثير،على الرغم من الأرقام المروعة التي تم الإعلان عنها، إلا أن العدد الفعلي أكبر مما قد نتخيل”.
وختمت “روسكايا فيسنا” تقريرها بالقول :” بعض وسائل الإعلام إلى خدمة توجهات سياسية معينة، حيث اكتفت بالكشف عن النوايا السياسية والعسكرية التي تخدم مصالحها، في حين أخفت النوايا الحقيقية لهذه الأطراف الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز نفوذ الدول الغربية في الشرق الأوسط”، مشددة :”حتى الآن، تأبى وسائل الإعلام الغربية التطرق إلى حجم الدمار والخراب الذي يسود مدينة الموصل بعد استعادتها من تنظيم الدولة، حيث اكتفت بإعلان خبر تحريرها بفضل قوات التحالف”.