تمكنت “الشاورما السورية” من فرض نفسها بقوة بالسوق البرازيلية بعد وصول العديد من اللاجئين السوريين لأمريكا اللاتينية بحثا عن حياة بعيدة عن الحرب، إذ قامت مجموعة من الأسر السورية بإتخاذ مشاريع شاورما بحثا عن لقمة اعيش.
وروت مجلة “كريستيان ساينس مونيتور” قصة العديد من الأسر السورية التي عاشت تجربة مشاريع الشورما بالبرازيل، إذ قالت :”الزوج طلال التيناوي، كان يعمل في دمشق مهندسا ميكانيكيا، بينما كانت زوجته غزل برانبو تعتني بطفليهما في البيت، وبعد أن تم اعتقاله لمدة ثلاثة أشهر في قضية تشابه أسماء، قرر أن يغادر البلاد، فذهب هو وعائلته إلى لبنان، وهناك بدأ يقدم للسفارات بهدف الهجرة، فحصل على الهجرة للبرازيل”، ناقلة عن الأسرة قولها:”قضينا (في لبنان) عشرة أشهر نذهب من سفارة إلى أخرى، ولم تفتح لنا أبواب الهجرة سوى السفارة البرازيلية.. وعندما نظرت إلى تأشيرة البرازيل في جواز سفري سألت نفسي عن البرازيل، فإنا لا أعرف عنها شيئا”.
وتابع التقرير :”وصلوا إلى ساو باولو نهاية عام 2013، البداية كانت صعبة، حيث بدأ التيناوي بالعمل مهندسا ميكانيكيا، لكن بعد عشرة أشهر أفلست الشركة التي كان يعمل معها؛ بسبب الركود الذي يعاني منه الاقتصاد البرازيلي، وكانت زوجته تبيع ملابس الأطفال في الشارع”، مضيفا:”العائلة أقامت حفلة عيد ميلاد مشتركة لطفليهما، وقدما فيها الطعام السوري، وكان يحضر الحفل موظف مع منظمة غير حكومية تساعد اللاجئين في البرازيل، فاقترح عليهما أن يقوما ببيع الطعام في الشارع لكسب الرزق”، ليستدرك قائلا:” “أنا مهندس ولست طباخا”، إلا أنه بدأ هو وزوجته ببيع الطعام في الشارع، ثم طلب منهما مسجد إعداد الطعام طيلة شهر رمضان، وقام صديقهما من المنظمة غير الحكومية بإنشاء صفحة “فيسبوك” لهما، وحسابا على موقع تمويل شعبي “كراود فندنغ”؛ بهدف تجميع مبلغ 20 ألف دولار أمريكي، فتبرع حوالي ألف شخص محلي بالمبلغ”.
وواصل المجلة:” الزوجان يشكلان جزء من مشهد المطاعم التي يديرها اللاجئون السوريون في ساو باولو، حيث يتجه اللاجئون الذين وصلوا حديثا،، والذين لم يكن لهم خبرة سابقة في إدارة المطاعم نحو بيع الأطعمة المعدة منزليا لكسب الرزق، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة على ساو باولو، بل إن عمرها عقود من موجات المهاجرين اليابانيين واللبنانيين والكامرونيين والأرمن، حيث أن سياسة البلد المفتوحة تجاه المهاجرين جعلت من هذا الأمر ممكنا”، منوهة: ” موجات الهجرة من الشرق الأوسط في القرن التاسع عشر ساعدت على جعل أكلات، مثل الصفيحة السورية والكبة، من الأكلات الشائعة في البرازيل، حيث يقدر بأن هناك ما بين 7 إلى 10 ملايين شخص في البرازيل من أصول لبنانية، أي حوالي 5% من عدد السكان، مشيرا إلى أن اللاجئين السوريين استفادوا من حب البرازيليين للطعام السوري واللبناني، وجلبوا معهم الأصالة والطعم، وقدموا أطباقا جديدة غير مألوفة من الشاورما إلى البقلاوة”.
وقال التقرير إن معظم المهاجرين لم يكونوا قد خططوا لفتح المطاعم، معلقة :” جراح عظام من دمشق الدكتور سعيد مراد، جاء إلى البرازيل قبل عامين، وكانت عملية معادلة شهاداته ليمارس عمله في البرازيل أمرا شبه مستحيل، فاتجهت عائلته نحو الطعام، حيث فتحوا مطعما يقدمون فيه البقلاوة والكنافة والبرازق والقهوة بالهيل، حيث يقول الدكتور مراد: “رأيت أن فتح مطعم سوري فكرة جيدة؛ لأنها طريقة سريعة للكسب، فالشعب البرازيلي يحب الطعام الشرق أوسطي حقا”، خاتما بالقول:” هناك انتشارا واسعا للطعام الشرق أوسطي، حتى أن هناك مطعم وجبات سريعة اسمه “حبيب” يبيع الصفيحة والكفتة المشوية والبابا غنوج، بالإضافة إلى البرغر والبيتزا، وشعار المطعم رجل مبتسم يلبس على رأسه الطربوش”.