أكد محمد الشمالي عضو وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، أن نظام بشار الأسد يقوم الآن بتغيير ديموغرافي في مناطق ريف حمص الشمالي، عبر تهجير الساكنة، وهو ما أكده تصريح وزير المصالحة في النظام السوري علي حيدر، والذي قال فيه أن منطقة ريف حماة الشمالي الواقعة ضمن مناطق خفض التوتر حسب ما نص عليه اتفاق الاستانة.
وقال الشمالي :”نؤكد ما ورد على لسان وزير النظام، فهذا النظام ماض في إجبار المناطق المحررة على المصالحة، وإخراج المسلحين وعوائلهم، وهو ما يعني إخراج الغالبية ضمن هذه الخطة، وهذا تهجير بقصد التغيير الديموغرافي”، مؤكدا :”قدمت مذكرة رسمية بهذا الخصوص إلى المبعوث الدولي (ستيفان دي مستورا) في اجتماع جنيف الأخير (الشهر الماضي)”، مشددا على أن النظام لن يتمكن من السيطرة على هذه المناطق بسهولة.
وتابع ذات المتحدث: “روسيا لم تضغط على النظام بشكل كاف لضمان وقف تصعيده في مناطق خفض التوتر، وهم (الروس) دائما ما يشاركون باتفاقيات ولا يلتزمون بها، مثل اتفاق وقف إطلاق النار (نهاية العام الماضي)، الذي وقعت عليه موسكو ولم تلتزم به”، مضيفا :”روسيا، ومن خلال إخلالها بالتزاماتها، كأنها تقول للنظام: نحن نجلب المعارضة إلى المفاوضات، وأنتم تفعلون ما تريدون في الميدان (…) لا يمكن تفسير الأمر إلا بهذا المنحنى”.
وأكد الشمالي :” البلدات التي تسيطر عليها المعارضة في المنطقة المستهدفة بالتهجير، هي “الرستن” و”تلبيسة” و”الحولة”، وقرى أخرى تمثل امتدادا جغرافيا لريف حمص الشمالي، وإداريا لحماة، ومنها “طلف” و”عقرب”، و”حر بنفسه”، و”خربة الجامع”، زائدا :”هذه قرى محررة وتعدادها السكاني غير واضح حاليا كونها في حالة نزوح دائمة، إذ يبلغ عدد السكان المحاصرين، بعد نزوح غالبية مكونها التركماني، ما لا يقل عن 50 ألف نسمة”.
وواصل المعارض السوري :”هذه المنطقة تضم الكثير من قرى المكون التركماني، الذي يعمل النظام على تجريمه بسبب مواقف تركيا (الداعمة للمعارضة)، رغم أن التركمان هم مكون سوري أصيل، وثاروا ضد طغيان النظام (منذ عام 2011)، لذا يعمل على طردهم من مناطقهم وقراهم”، داعيا “الدول الضامنة وخاصة روسيا إلى الضغط على النظام للالتزام باتفاق خفض التوتر ووقف إطلاق النار”.
وأكد ذات المتحدث :”ثقتنا كبيرة بمساعي الحكومة التركية التي تصب في مصلحة ودعم مطالب الشعب السوري المحقة”.
حول المفاوضات الجارية في جنيف قال الشمالي :” نحن مستمرون بهذه المفاوضات لأنها تمثل الشرعية والأمم المتحدة”، معلقا على عدم تقدم في الجولات السابقة، واحتمال انعقاد جولة جديدة، لكنه استدرك بالقول :”لكن لا نعلم نية دي ميستورا، سوى تفسيره أن الجولة السادسة ، أعطت رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن مفاوضات جنيف لا تزال قائمة، ولم تنته”، مفيدا :”إذا لم يتحقق تقدم في الجولة المقبلة، المتوقعة منتصف يونيو الجاري، فسيكون الأمر محرجا أولا لدي ميستورا، ومحزنا لنا، فكل يوم يمر علينا في التفاوض يمر بدماء وأرواح ومعاناة وحصار أهلنا في الداخل، لذا نحن مستمرون بالمفاوضات، وندفع لتكون متقدمة وليست لمجرد كسب للوقت”.