قامت صحيفة “واشنطن بوست” بنشر تقرير تحليلي للأزمة التي تعصف بالعلاقات القطرية مع جاراتها الخليية، مؤكدا أن الخلاف صعد للسطح هذه المرة عبر الهجوم الإماراتي السعودي الإعلامي على قطر.
وقال التقرير :” تداعيات الأزمة بدأت بتقرير نشر على وكالة الأنباء القطرية، الذي زعم أن الأمير تحدث عن علاقات متوترة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصف حركة حماس بأنها ممثل شرعي للفلسطينيين، ووصف إيران بأنها قوة مؤثرة في استقرار المنطقة، وبعد ذلك قال مكتب الاتصالات الحكومي إن وكالة الأنباء تعرضت لهجوم إلكتروني، وتم وضع بيانات مكذوبة عليها”، مضيفا :”بعيدا عن صحة هذه التقارير أم لا، مع أن العسكريين الذين حضروا حفلة التخريج أكدوا أن الأمير لم يلق خطابا أيا كان، إلا أن (تصريحات) الأمير أدت إلى ضجة في إعلام المنطقة، ومعظمها في السعودية والإمارات، وكلاهما قامتا بحجب قناة (الجزيرة)، وغير ذلك من المؤسسات الإعلامية القطرية”.
وتابع التقرير :””تقارير إخبارية يومية نشرت في مرحلة ما بعد المزاعم، وتعامل كل مقال، دون استثناء، مع خطاب الأمير كأنه حقيقة، وبعد ذلك انطلق لاتهام قطر بأنها النقطة الأضعف في التهديد للاستقرار الإقليمي القادم من إيران، والإرهاب، وطالب قطر بأن تختار مجلس التعاون الخليجي أو إيران”، مؤكدا :”شراسة وحجم المقالات الناقدة لقطر تشير إلى أن هناك حملة منظمة جارية للحط من شأنها، ليس على المستوى الإقليمي فقط، ولكن في عيون إدارة ترامب أيضا”.
وأكدت “واشنطن بوست” بالقول :”هذه الحملة تأتي بعد ثلاث سنوات من المواجهة التي استمرت تسعة أشهر بين قطر وثلاث دول خليجية، وهي السعودية والإمارات العربية والبحرين، وأدت إلى هز مجلس التعاون المكون من ستة أعضاء، ومنذ ذلك الوقت تبادل الأمير تميم وولي العهد المؤثر لأبو ظبي الشيخ محمد بن زايد زيارات متكررة، وكان قرار قطر نشر ألف جندي في اليمن عام 2015 مؤشرا على أن ما جرى في عام 2014 أصبح ماضيا”، متسائلا :”هناك مجموعة من العوامل تلاقت، وأدت إلى تغيير المناخ الجيوسياسي في منطقة الخليج، فأظهرت إدارة ترامب أنها تريد اتباع سلسلة من السياسات التي تصطف إلى جنب السعودية وأبو ظبي أكثر من قربها للدوحة، حيث زار ابن زايد وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واشنطن عدة مرات قبل عقد القمة العربية الأمريكية في الرياض، بالإضافة إلى أن غياب التجربة لدى الدائرة المقربة من ترامب أعطى السعوديين والإماراتيين الفرصة لتشكيل تفكير الإدارة المهم حول المنطقة، خاصة موضوع إيران والإسلاميين، وكان الموضوعان واضحين خلال زيارة الرياض”.
وبينت الصحيفة :”في الوقت الذي حاولت فيه إدارة الرئيس باراك أوباما تعزيز الانخراط الأمريكي مع دول مجلس التعاون الخليجي، كونها كتلة واحدة، فإن ترامب ركز على السعودية والإمارات، بصفتهما عمادين لسياسته الإقليمية، فتوثقت الصلات بين مستشاره وصهره جارد كوشنر، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكذلك السفير الإماراتي المؤثر في واشنطن يوسف العتيبة”، مفيدة :”من أهم اللاعبين في داخل إدارة ترامب وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس، ومدير المخابرات المركزية (سي آي إيه) مايك بومبيو، اللذان يحملان مواقف متشددة من إيران والإخوان المسلمين، وهي مواقف لا تختلف عن مواقف كل من أبو ظبي والرياض، وتعد السعودية والإمارات العربية المتحدة رمحين تتمحور حولهما عمليات إعادة تشكيل السياسة الأمريكية الإقليمية، وتشمل سلسلة من القضايا المتشددة في مجال الدفاع والأمن، فالغارة الأمريكية المشتركة مع القوات الإماراتية الخاصة في اليمن قد تكون واحدة من عدد من الغارات المشتركة في مناطق النزاع التي تشهدها المنطقة في الأشهر والسنوات المقبلة”.