على الرغم من كثرة شكاوى المواطنين وضعف الرقابة ، إلا أن هناك بعض الجهات الحكومية تخرج بين الحين والآخر في مسرحيات مملة لتعلن عن ضبط كميات كبيرة من المواد الفاسدة، وهي في تقدير بعض المراقبين كميات بسيطة جدا في ظل ما تشهده الأسواق من إغراق للمواد الغذائية الفاسدة والتي تدخل للبلاد عبر حيتان كبيرة تهيمن على دواليب الحكم (جنرالات ووزراء ورجال أعمال) فهؤلاء لاتهمهم صحة المواطن بقدر ما يهمهم جمع الأموال.
يعد شهر رمضان ، موسم لإغراق الأسواق الجزائرية بالسلع المغشوشة والمنتهية والفاسدة وهو ما يجعل المستهلك الجزائري في وضع حرج ، في ظل ضعف الرقابة على الأسواق من قبل الجهات المختصة. ويصنف شهر رمضان بأنه اكبر الشهور الاستهلاكية في الجزائر إذ تنفق بعض الأسر على مائدة رمضان ما تدخره طوال العام . وذكرت إحصائية تقديرية نشرتها هيئات مدنية ، بأن الإنفاق على الغذاء يستحوذ على 70 % من نفقات الأسر الجزائرية خلال الأيام العادية لكن خلال شهر رمضان يتجاوز 200 % فنحو 4 ملايين أسرة تنفق 400 مليار دينار على الغذاء في العام. ويشتكي المواطنون من انتشار السلع الاستهلاكية في رمضان بشكل كبير في ظل ضعف وغياب شبه كلي للجهات الرقابية على الأسواق وانسداد كافة الأفق أمامهم جراء هذه المعانة. وتحدث عدد من المواطنين لموقعنا عن معاناتهم من السلع الفاسدة في الأسواق، وعن غياب دور الجهات الحكومية الخاصة بالرقابة ، وعن تدفق المئات من المصابين بـ” التسمم الغذائي” إلى طوارئ المستشفيات.
يقول إبراهيم (رب أسرة ) مع دخول شهر رمضان تغرق الأسواق بالسلع المغشوشة والمنتهية الصلاحية في ظل غياب الرقابة من قبل الجهات الحكومية. وأضاف كان في السابق السلع المغشوشة تتواجد في الأسواق الشعبية ولدى الباعة المتجولين، الأن تطورت المشكلة ، حتى المراكز التجارية الكبيرة تبيع سلع لا يوجد عليها إنتاج السلعة أو تاريخ نهاية الصلاحية. وتابع بعض السلع يتم وضع تاريخ إنتاج وانتهاء عليها مزور، تكتشف ذلك عند الاستخدام إذ تجدها مادة فاسدة وغير قابلة للاستخدام الآدمي. وواصل إبراهيم قائلا ” للأسف نجمع المال طوال العام لنصرفه ونرتاح في رمضان، لكن مشكلتنا في عدم وجود أي نوع من الرقابة على الأسواق بشكل عام من الدولة ، فقط الجهات الرقابية مجرد ظاهرة صوتية عبر وسائل الإعلام الرسمية ، ونحن نتجرع المشكلة يوميا. من جانبها تقول أم سهيلة (ربة منزل) إن رمضان أصبح يشهد كل عام ممارسات عبثية من قبل التجار والجهات الحكومية وعدم مبالاتهم بالمواطنين. وأضافت بدراهمك لا تجد سلع آمنة يمكن أن تشتريها، فقط ما يوجد في الأسواق عمليات غش وخداع وتزوير ، والدولة كأن الأمر لا يعنيها نهائيا.
رمضان بالفعل موسم تغرق فيه الحيتان كبيرة الأسواق بالسلع المنتهية والمغشوشة في ظل غياب كلي للأجهزة الرقابية. و هناك ما يؤكد غياب الرقابة على الأسواق من قبل الجهات المعنية ، فطوارئ المستشفيات تستقبل يوميا مئات الحالات المرضية في رمضان بسبب التسمم الغذائي وهو أمر يرجع لتناول المواطنين مواد منتهية الصلاحية وفاسدة. و المواطن مغلوب على أمره لا توجد لديه أي خيارات أخرى لشراء احتياجاته ، فأغلب ما هو موجود في السوق بالضرورة منتهي الصلاحية أو مزور أو فاسد بسبب سوء التخزين ، خاصة تلك المواد التي هي بحاجة إلى التبريد في ظل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. شهر رمضان تزداد فيه نسبة الاستهلاك إلى أربعة أضعاف الأشهر العادية وهو ما يجعل ضعاف النفوس من التجار والباعة باعتبار رمضان موسم لبيع سلعهم بشكل كبير وكيفما كانت المهم هو هامش الربح.