قال سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن إن ما قام به قطر مؤخرا يعكس رغبة صادقة في عدم مواجهة إيران في الوقت الحالي، وهو ما أكده اتصال أمير قطر تميم بن حمد مع الرئيس الإيراني حسن ريحاني والتي قال فيها تمتم أنه يرغب في السلام ولتفاوض من أجل الوصول إلى حل حقيقي.
وقال هندرسون في مقال له :” قطر تتميز بوجود قاعدة العديد الجوية، التي يستخدمها الجيش الأمريكي كمنشأة رئيسية للعمليات والقيادة منذ 2003، غير أن الدوحة ربما تضع عليها بعض القيود في سبيل إرضاء طهران التي تشاركها حقلا ضخما للغاز في البحر هو “حقل الشمال”، والذي يعد أكبر احتياطي للغاز البحري في العالم، وجعل من قطر أغنى دولة في العالم على مستوى دخل الفرد، وتحتاجه إيران لمنحها أملا في المزيد من الانتعاش الاقتصادي”، مضيفا حول الخلاف الخليجي القطري :” إعادة بناء التحالفات ومكافحة التهديدات في الخليج” إن الهوة تتسع بعد ما نشر على وكالة الأنباء القطرية نقلا عن تميم أنه “لا حكمة في عداء العرب لإيران”، ورغم النفي القطري وإعلان أن الوكالة تعرضت للقرصنة، فإن الإمارات والبحرين والسعودية، حجبت المواقع القطرية، وقابلت التبرير القطري بارتياب وشك”.
ونقل ذات المتحدث تغريدة لأنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي والتي قال فيها :” إن دول مجلس التعاون الخليجي تمر بأزمة حادة جديدة تحمل في طياتها خطرا جسيما، إن درء الفتنة يكمن في تغيير السلوك وبناء الثقة واستعادة المصداقية”، معلقا :”الدوحة أغضبت الرياض سابقا، باستضافتها مكتبا دبلوماسيا إسرائيليا، لكنها لاحقا طردت أعضاء البعثة، وضمت “حماس” إلى كنفها”.
وواصل الكاتب :”سابقا سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر في 2014، في أزمة دبلوماسية بررتها دول الخليج وقتها بأن قطر “ترفض السير وفقا لطريق مجلس التعاون الخليجي في القضايا السياسية الخارجية”، وقبل عقدين من الزمن لمح قادة خليجيون بتدخل مباشر بعد أن أطاح الأمير الأب “حمد” بوالده وأثار سخط الرياض وأبو ظبي على ما اعتبراه سابقة لقاعدة وراثة الحكم في الخليج، ودعمت السعودية وقتها انقلابا فاشلا في قطر عام 1996″، مضيفا :” تقارير خليجية زعمت مؤخرا أن مسؤولين قطريين اجتمعوا بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. ونشرت وسائل إعلام سعودية تقارير تفند مزاعم أسرة آل ثاني بأنها تنحدر مباشرة من محمد بن عبد الوهاب، العالم السني البارز في القرن الثامن عشر”.
وحول موقف واشنطن من كل هذا، قال التقرير :” الأولية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تكون احتواء الخلافات وصون وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، والحفاظ على النوايا الدبلوماسية الحسنة، والمساعدة في منع أي تصعيد دبلوماسي، لكون ذلك لن يؤدي إلا إلى تمكين إيران، مع التفكير بنفس الوقت في بدائل لقاعدة العديد الجوية لكون الدوحة قد لا تكون مستعدة لاستضافة وجود أمريكي عسكري كبير فيها”.