قامت صحيفة “أوبزيرفر” بتسليط الضوء على الزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قام به لمنطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة :”الرئيس كشف عن جهل حقيقي بمشكلات المنطقة، عندما جعل من إيران عدوا، حيث إن أحد الأسئلة التي طرحتها رئاسة ترامب كانت عن ما إذا كان يؤمن بما يقول وحتى يؤمن بنفسه، وكانت هذه المعضلة حاضرة أثناء زيارته إلى الشرق الأوسط وأوروبا”، مشيرا :””ترامب تخلى عن خطابه المعادي للإسلام، الذي شوه حملته الانتخابية عام 2016، في خطاب ألقاه في المملكة العربية السعودية، فلم يكن هناك أي ذكر للحظر الذي فرضه على دخول المسلمين للولايات المتحدة، وهي سياسة شهيرة لا تزال محلا لمداولات المحاكم الأمريكية، وتخلى عن عبارته (الإرهاب الراديكالي الإسلامي)، التي تشوه وتشيطن دينا بكامله”.
ولفتت الإفتتاحية إلى :””بدلا عن هذا كله، فإن ترامب بدا مؤدبا، ووصف الإسلام بأنه (أحد أعظم الأديان في العالم)، وقال إنه يريد بناء شراكة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، قائمة على (التسامح واحترام الآخر)”، متسائلة :” ما هو هذا التغير المفاجئ في نبرة ترامب، الذي قال أي شيء آخر في قمة رؤساء الدول العربية على الأرض العربية قد يكون في حقيقة الأمر تعبيرا عن قلة الإحساس، حتى بمعايير ترامب، الذي لا يهتم بالقيم”.
وواصلت الصحيفة :”ما يثير القلق هو ارتياح الرئيس الأمريكي بين الديكتاتوريين والملوك والمستبدين، الذين لم يتم انتخابهم، والذين يتشاركون معه في احتقار حقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الإعلام، ولهذا كان قادة أوروبا المنتخبون وقادة الناتو، الذين التقاهم في نهاية الأسبوع، رفاقا لا يرتاح معهم مثل القادة الذين التقاهم في الرياض، فهؤلاء لديهم شرعية يجد ترامب فيها تهديدا له”، معلقة :”تقليل ترامب الوقح من قيمة قادة ألمانيا وفرنسا؛ بسبب عدم مساهمتهما في ميزانية الناتو، يتنافر مع تملقه وتزلفه في دول الخليج”.
وأفاد التقرير :”رحلة ترامب إلى السعودية جاءت قبل توقف قصير في إسرائيل، وقدمت إشارات عن سياسته في القضايا الدولية، فمن الواضح أننا عدنا إلى مرحلة ما قبل أوباما من ناحية تقسيم العالم، وبشكل تبسيطي إلى (معنا) و(ضدنا)، أو الأخيار والأشرار، ووصف جورج بوش هؤلاء بأنهم من (يرتكبون الآثام)، أما ترامب فقال إنهم (الخاسرون)، وتم تطبيق هذه اللغة على دول وأفراد، حيث تم تهديد كوريا الشمالية مرة أخرى، ووصفت بالدولة المنبوذة، وبالمقارنة فإن ترامب قام بتوقيع عقود بالمليارات مع السعودية، المعروفة بسجلها في انتهاكات حقوق الإنسان، واضطهاد المرأة، والتسامح مع تمويل ودعم الأيديولوجيات المعادية للغرب، ورفضها للقيم الديمقراطية”، مضيفة :”ترامب دعا من الرياض لحملة دولية لا تتوقف ضد التطرف الديني، واضعا الولايات المتحدة وبقوة إلى جانب الدول السنية في النزاع السني الشيعي، حيث تجاهل ترامب حقيقة أن معظم ضحايا العنف في العراق هم من الشيعة، وأن الحركات المتطرفة هي سنية، بالإضافة إلى دور السعودية في تغذية العنف المتطرف وأفكاره”.