أكد البروفيسور إيال زيسر، الخبير الاستراتيجي الكبير في إسرائيل بأن الأردن أصبح الآن يواجه تحديا عظيما بسبب حدوده السورية، وهو الذي يسعى إلى تفادي خطر إقامة حزام أمني بينه وجارته.
وقال الخبير في مقال نشره على صحيفة “إسرائيل اليوم” :” حداثة دخول الجيش السوري إلى الأردن عام 1970 من أجل مساعدة الفلسطينيين من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية (أيلول الأسود)، كاشفا أنه “بطلب أمريكي تجندت إسرائيل لمساعدة الأردن، وتأهب الجيش الاسرائيلي، وكانت الرسالة الإسرائيلية لسوريا واضحة وحاسمة”، مضيفا :” الرسالة كانت واضحة جدا، في حال استمرار تقدم القوات السورية نحو الأردن فإن إسرائيل ستنضم إلى الحرب، وقد فعلت الرسالة فعلها”، بحسب زيسر الذي أوضح أن “هناك أسباب كثيرة جعلت سوريا تتوقف قبل فوات الأوان، وتراجعت قواتها إلى الداخل السوري، وأصبح الأردن والولايات المتحدة مدينتان لإسرائيل”.
وبالعودة إلى التاريخ، قال التقرير :” بعد 50 عاما على التدخل السوري في الأردن، “يخطط الأردن لإرسال قوات إلى سوريا، بهدف إنشاء منطقة أمنية بينه وبين سوريا، من أجل إبعاد داعش عن حدوده، ولمحاولة إيجاد عائق في وجه إيران وحزب الله في محاولتهما إيجاد موطئ قدم في جنوب سوريا”، موضحا :” هذه الأحداث تأتي على خلفية استمرار الحرب السورية، ومن يعتقد بان انتصار بشار الأسد وحلفائه؛ إيران وروسيا قبل بضعة أشهر “أمر مفروغ منه، اكتشف أن السعادة في دمشق وموسكو كانت سابقة لأوانها”.
ولم يبدي زيسر تخوفه من النقص الكبير في القوات الروسية والسورية والإيرانية والذين بإمكانهم حسم الوضع والانتشار في سوريا لضمان الهدوء، مؤكدا أن المحاربين في سوريا لازالوا يحاربون ويسببون الضرر الشديد للجيش النظامي، معلقا :” تسعى روسيا إلى إقامة مناطق آمنة، وهو ما يعني تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ بين اللاعبين على اختلاف أنواعهم”، بحسب زيسر الذي أكد أنه وفق هذا الأمر “ستحافظ تركيا على المناطق التي تسيطر عليها في شمال الدولة، والولايات المتحدة والأكراد سيستمرون في تعزيز سيطرتهم شرقي الدولة (إذا تمكنوا من طرد داعش)، والأردن أيضا سيحصل على مناطق في جنوب سوريا”.
وواصل التقرير :” تسيطر روسيا على نصف ما ترغب فيه، وستضطر للتنازل عن ثلاثة أرباع سوريا، لكنها بذلك ستضمن بقاء الأسد في الحكم غربي الدولة، وهو الجزء الأهم والأكثر سكانا في سوريا”، لافتا :” الأردن مثل إسرائيل يواجه تحديا كبيرا، فتنظيم الدولة عزز من وجوده على الحدود الشمالية، وهناك ذراع للتنظيم في منطقة حوض اليرموك، كما أن مقاتلي التنظيم يوجدون في الشرق وعلى مساحة مئات الكيلومترات على حدود سوريا والأردن”، منوها أن “داعش يتحمل المسؤولية عن قائمة طويلة من العمليات التي تمت على الحدود، والأسوأ من ذلك؛ أنه ينفذ عمليات داخل الأردن”.
وخلص زيسر خلال مقاله إلى القول :” إذا كان الاستنتاج السابق يفيد بأن الأسد أفضل من داعش، فإن الخيار الآن هو ما بين داعش والحرس الثوري الإيراني، والأردن لا يرغب في هذا أو ذاك، لذا فهو مضطر لفحص إمكانية تدخله فيما يحدث في سوريا اعتمادا على القبائل البدوية في الجانب السوري من الحدود، إضافة للدروز الذين يخشون على مستقبلهم”، مستطردا :” إسرائيل لا يمكن أن تسمح لنفسها بالتدخل في الحرب السورية بشكل مباشر، ومن الواضح أن ما تقوم به في الجانب الآخر من الحدود، غير كاف لمنع تواجد إيران في الجانب السوري من هضبة الجولان، لكن روسيا لها مصالحها الخاصة في سوريا، وقد حان الوقت للبحث عن حلول أخرى، خشيت إسرائيل من نشوء جبهة شرقية معادية تمتد من رأس الناقورة وحتى العقبة، وأما اليوم هناك حدود شرقية لإسرائيل بينها وبين الأردن”، بحسب زيسر الذي أكد أنه “لا ضير إذا كان الحزام الأمني الأردني يمتد الى الشمال حتى هضبة الجولان”.