إنتابت الأسر الجزائرية حالة من الصدمة مع ارتفاع عدد حالات الانتحار خاصة بعدما بلغت 10 حالة في أسبوع المنتهي، بينها ثلاث سيدات وطفلة، وذلك بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاجتماعية. فقد عرفت ولاية قسنطينة ثلاث محاولات انتحار نجحت إحداها، حيث حاولت شابة تدعى “غ.ل” في التاسعة والعشرين من العمر الانتحار بعد أن تعاطت كميات مضاعفة من أدوية عصبية.أما المحاولة الثانية فقد أقدمت سيدة في الثلاثين من العمر على إشعال النار في نفسها، حيث أصابت جسدها بحروق من الدرجة الثالثة.أما المحاولة الثالثة الناجحة فقد أقدم شاب في الثالثة والثلاثين من العمر يدعى “س.ب” وهو بطال، على الانتحار شنقا من على غصن شجرة.هذه الحوادث وحوادث أخرى لم نسمع بها تجعلنا نتساءل من سيوقف النزيف.
الحمد لله النظام يوفر لنا البطالة الجهل الحغرة انعدام الأفاق الاكتئاب كل هذه الأسباب تؤدي إلى التفكير بالانتحار بكل سهولة وعن قناعة مسبقة. فالانتحار هو نوع من أنواع العنف، لكنه موجه ضد النفس، وقد يرجع لأسباب بيولوجية ونفسية واجتماعية، بداية من التلوث مرورا بالضوائق الاقتصادية، ووصولا إلى القمع وكبت الحريات. في الغالب لا توجد حالة انتحار لها سبب واحد، وزاد من تلك الأسباب في الفترة الأخيرة الإحباط الشديد عند الشباب، بسبب ركود الاقتصاد وتعثر الحياة السياسية، وغموض المستقبل وصعوبة الزواج، هذا فضلا عن المشاكل الأسرية والخواء الثقافي والديني.
السبب الرئيسي وراء تلك الحالات إلى تدني مستويات المعيشة، وقلة فرص العمل والحاجة إلى المال فمعظم من يلجؤون إلى الانتحار هم ضحايا ظروف اجتماعية قاسية وسط كمّ من ضغوط الحياة فباتوا لا يستطيعون تحملها.وهناك قضايا أخرى لا يمكن أن نغفلها مثل العنف المنزلي والزواج المبكر والبطالة والتربية الخاطئة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية، تسهم في انتشار ظاهرة الانتحار. أما على الجانب النفسي وحسب أرقام غير رسمية فنسبة الانتحار لدى المصابين بالوسواس القهري تبلغ 20% ، بينما نسبة الانتحار بين المصابين بانفصام عقلي تتراوح بين 10 و15%، أما حالات الإصابة بالاكتئاب بين المنتحرين فتصل إلى نحو 70%.
هناك صعوبة شديدة في تحديد أرقام حالات الانتحار، لأن اغلب أهالي الأشخاص المنتحرين يرفضون الإعلان عن ذلك، وبالتالي لا يتم توثيق أغلب الحالات ، وحتى الدولة تتستر على الأمر بطريقة غير مباشرة وذلك بسبب تعاملها مع حوادث الانتحار كحوادث عادية مثلها مثل حوادث الطرق وهذا ما يجعل القيام بدراسة معمقة للموضوع صعبة جدا.