اعتبر عاموس هرئيل، المحلل العسكري الإسرائيلي البارز أن العمل حاليا على بناء عوائق على طول الحدود الشرقة مع قطاع غزة من أجل إخماد فعالية أخطار المقاومة الفلسطينية، سيغير دون شك قواعد اللعبة.
وقال المحلل الإسرائيلي في مقال بصحيفة “هارتس” الاسرائيلية الشهيرة :” الأجهزة الأمنية الإسرائيلية “تجد صعوبة في إعطاء تفسير كامل للتغيير في سلوك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نحو قطاع غزة”، منوها أنه على “مدى الأسابيع الماضية قام عباس، بزيادة الضغط على حركة حماس في غزة؛ عقوبة تلو عقوبة”، مضيفا :” يجب التذكير بما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون عام 2003، تعليقا على عدم دخول عباس في مواجهة مع حركة “حماس” خلال العقد الماضي بقوله: “لم تظهر أجنحة الفرخ بعد”، وأضاف المحلل: “يبدو أن الظروف قد تغيرت الآن حين بلغ الفرخ 82 عاما” في اشارة إلى عباس.
وتابع ذات المتحدث :” عباس يأمل أن تنتفض غزة في وجه حماس وتنهي حكمها لغزة، وهذا أيضا ما يشاركه فيه بعض الإسرائيليين، وفي الوقت الحالي لا توجد أي علامات على ذلك”، مشيرا إلى “الموجة القصيرة من المظاهرات التي اندلعت لعدم توفير الكهرباء والتي تمكنت حماس من كبحها”، مستبعدا :” تنازل حماس عن مشروعها الأكبر في غزة، لكنها في حالة زيادة الضغط يحتمل أن تختار طرق أخرى للهرب مثل، تشجيع المظاهرات على طول الحدود لتوجيه الغضب نحو إسرائيل، أو القيام بعلمية عسكرية سريعة على طول الحدود، عبر الأنفاق أو بطرق أخرى، وهو الحدث الذي سيخطف جميع الاوراق”.
وشدد هرئيل :” هنالك واقع جديد يتشكل على طول الحدود مع القطاع، وبهدوء نسبي بدأت وزارة الدفاع بإقامة العائق الجديد ضد الأنفاق، ويشمل على؛ جدار تحت الارض وفوقها، مجسات ووسائل مراقبة”، موضحا أن العمل في العائق بدأ في “مقاطع صغيرة شمال القطاع وسيتوسع في الأشهر القادمة”، متابعا :” مع استمرار أعمال بناء العائق، هناك متابعة من قبل حماس بـ”اهتمام، وفي مكان للعمل بالعائق يقام برج للمراقبة من قبل حماس على بعد نحو 300 متر من الحدود، كما شددت على منع دخول المتسللين إلى إسرائيل”، بحسب المحلل الذي نوه أن “أبراج المراقبة التابعة لحماس، تمثل هدفا إسرائيليا في حال حدث إطلاق نار من منطلق أنها (حماس) مسؤولة عن كل ما يحدث في المناطق التي تسيطر عليها”.
وأكد ذات المتحدث :” “عندما سيأتي المؤرخون والجغرافيون في المستقبل لتوثيق العقدين الماضيين على حدود إسرائيل (فلسطين المحتلة) سيكتشفون أن شخصا واحدا مجهولا أثر على منظر الأرض أكثر من جميع القادة والجنرالات، وهو العقيد عيرن أوفير، المشرف على إقامة هذا العائق”.
يذكر أن إسرائيل تابعت عن كثب وثيقة حماس الجديدة، لكنها اعتبرها مناورة تهدف إلى زوال الكيان المحتل، وبذلك لازال ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.