قال ديبلوماسي عربي لم يقم بنشر إسمه في تصريحات صحفية بأن ترامب يسعى تحقيق أهداف داخلية من الضربة العسكرية والتي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية لمطار الشريعات السوري، معتبرا أن هذه الضربة محسوبة وليست معزولة، وليست أبدا جزء من حملة عسكرية مستمرة.
وقال ذات المتحدث :” ترامب يريد توظيف هذا الهجوم في معاركه الداخلية بشكل أساسي، وأنه يريد حربا أو إجراأت عسكرية على الأقل ليظهر بعض القوة خارج الولايات المتحدة”، مضيفا :” مثل هذه الحرب ستخفف الهجوم الداخلي الذي يتعرض له ترامب منذ انتخابه، وأنه يسعى للاستفادة منها لإظهار أنه يستطيع مواجهة روسيا، وهو ما يجعل الاتهامات التي توجه له بالارتباط بموسكو غير ذات صلة، بل “إن الاستمرار بها في ظل مواجهة ترامب مع روسيا، سيظهر من يمارس هذه الاتهامات وكأنه يساند “العدو”.
وواصل الديبلوماسي الذي كان قد رفض الكشف عن اسمه مكتفيا بذكر أنه يعيش في واشنطن :” الأسد سفاح “وغبي” لدرجة أنه اعتقد أنه في حصانة ويستطيع ارتكاب أي جريمة دون رد، وبناء على ذلك فمن المتوقع “أنه نفذ الهجوم الكيماوي في خان شيخون ليبعث رسالة لإسرائيل، مفادها أنه لا يزال يمتلك أسلحة ردع كيماوية، وعلى الرغم من أنه لن يستخدم هذه الأسلحة ضد تل أبيب بل ضد شعبه كما فعل دائما، إلا أنه ربما أراد أن يظهر لإسرائيل امتلاكه أسلحة دمار شامل، خصوصا بعد تصاعد الغارات الإسرائيلية في الفترة الماضية ضد أهدافه وأهداف حزب الله، وهو ما يجعلني أتوقع أن تل أبيب هي من طلبت من ترامب أن يوجه هجومه ضد أهداف النظام كرد سريع ومباشر على “رسالة” الأسد، التي أرسلها عبر قتل أبناء شعبه!”.
وختم بالقول :” الهجوم الأمريكي هو إجراء محسوب وغالبا سيكون معزولا، ومن غير المتوقع أن يكون بداية لتغيير استراتيجي في الموقف من الأزمة السورية. وبحسب رأيه، فإن القصف استهدف فقط المطار الذي يعتقد أن الأسلحة الكيماوية أطلقت منه ضد خان شيخون، وأنه لم يكن أكبر أو أخطر من الهجمات العديدة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للنظام، ولم تحدث ضجة أو جدلا كالذي أحدثه الهجوم الأمريكي”.
وفي نفس السياق، خرج مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري إلى العلن ببيان هاجم فيه دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكة معتبرا أن سياسة بلاده تضر بشكل كبير بمنطقة الشرق الأوسط والعالم والمجتمع الدولي بشكل عام، محذرا إياه بالدخول في “فييتنام جديدة” في سوريا.
وقال الصدر :” ندعو جميع القوى السورية لأخذ الشعب زمام الأمور، فهو صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره، وإلا سيكون عبارة عن ركام يكون المنتفع الوحيد هو الإرهاب والاحتلال”، مضيفا :” أمريكا تكيل بمكيالين إذ يقصف المدنيين العزّل في الموصل، وفي نفس الوقت يستنكر قصف المدنيين بالكيماوي”.
واعتبر القيادي الشيعي أن هذا القصف قد يكون اذنا لداعش، حيث قال :” قد يكون قرار ترامب بقصف سوريا هو بمثابة الإذن السرّي لتمدد داعش في مناطق أخرى، فغالبا ما تكون أمريكا راعية للإرهاب كما عودتنا”، داعيا الإدارة الأمريكية “إذا أرادت أن تكون راعية للسلام إلى أن تدعم الحوار وإنقاذ الشعوب في كل المناطق سواء في فلسطين أو بورما أو البحرين وأن لا تكون منحازة لجهة دون أخرى”.