أكد خبير عسكري صهيوني بأن تشكيل سوريا الجديدة يجب أن يكون حسب وجهة وتوجه سيكون لدولة الاحتلال دورا مهما فيها، وذلك من أجل ضمان مصالحها بعد عملية المصالحة.
وقال يوسي ملمان، وهو خبير عسكري صهيوني في مقال تم نشره في صحيفة “معاريف العربية :” بشكل بطيء يقترب الجيش العراقي من مسجد النوري في مدينة الموصل؛ وهو المسجد الذي ألقى فيه أبو بكر البغدادي خطابه الشهير في 2014، وأعلن عن إقامة خلافة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا؛ ونصب نفسه خليفة”، مضيفا :”الوصول إلى الموصل والهجوم المتوقع على الرقة في سوريا، بمشاركة قوات كردية وسورية وأمريكية وروسية، تسرع نهاية فظاعة الإسلام الراديكالي وسعيه لإقامة دولة شريعة، مثلما كان في القرن التاسع في الشرق الأوسط، بشكل يذكر بألمانيا النازية”.
وتابعت الصحيفة :” بناء على هذه الخلفية من الواضح لمتخذي القرارات على المستوى العسكري والسياسي في إسرائيل أنه بدأت مرحلة جديدة لإعادة تشكيل سوريا؛ التي لن تعود إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب الأهلية منذ ست سنوات”، لافتا إلى أن “إسرائيل تخشى أن تعزيز سلطة الأسد على جزء من سوريا، قد يؤدي إلى وضع قوات إيرانية ولحزب الله أو مليشيات شيعية مؤيدة لإيران قرب الحدود في هضبة الجولان”.
وأكد ذات المتحدث :” هذه هي المسألة الأهم التي تقلق الجهاز الأمني والعسكري والمستوى السياسي في إسرائيل، وعلى رأسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان”، مؤكدا أنها “مسألة مهمة لإسرائيل أكثر من استمرار الجهود المنسوبة لها لإفشال نقل السلاح المتقدم، وخاصة الصواريخ بعيدة المدى، من إيران إلى حزب الله في لبنان عن طريق سوريا، التي كانت حتى الآونة الاخيرة على سلم أولويات إسرائيل في المنطقة الشمالية”، لافتا إلى أن :” على هذه الخلفية تحاول إسرائيل التأثير في المحادثات في الأطر الدولية المختلفة، للتوصل إلى اتفاق تسوية بين عدد من المجموعات في سوريا، وذلك من أجل أن تقدم أجندتها، وهي منع نشر القوات الإيرانية والشيعية على حدودها الشمالية، ويقوم ممثلو إسرائيل بالاتصال مع جميع القنوات الممكنة ومع الأطراف التي لها صلة بالحرب السورية، وهذه الجهات هي؛ الولايات المتحدة وتركيا وروسيا على وجه الخصوص”.
وواصل ملمان :” خلال المشاورات التي تمت مؤخرا بين نتنياهو وليبرمان وقادة الجيش والأجهزة الأمنية؛ “تبلورت فكرة يمكنها أن تساعد في تعزيز مصالح إسرائيل في الاتفاق المستقبلي في سوريا، مضيفا: “يجب عدم إلغاء إمكانية أن الفكرة تقوم على استعداد إسرائيل لتقليص تدخلها المنسوب لها في سوريا، مقابل تسوية أو تفاهمات تمنع إيران وحزب الله وقوات شيعية أخرى من الاقتراب إلى مسافة معينة من الحدود الإسرائيلية (حدود فلسطين المحتلة مع سوريا)”، مؤكدا :” إسرائيل على استعداد لأن يعود جيش الأسد إلى منطقة الحدود التي طرد منها على أيدي المتمردين، كما تعهد أيضا في اتفاق فصل القوات بين الدولتين عام 1974، هذا الاتفاق الذي أنهى حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر)”، معتبرا أن “روسيا هي الجهة الأهم التي لها تأثير في النظام السوري؛ فتدخل روسيا في المعركة هو الذي أنقذ الأسد من الانهيار وأدى إلى تعزيز حكمه نسبيا”.