في ظلّ الارتفاع الصاروخي للأسعار وخاصة منها المتعلقة بالمواد الغذائية والأساسية أصبح تحقيق المعادلة بين المدخول والمصروف أمرا صعبًا. غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بات هاجسًا يؤرق كلّ المواطنين فحيث وليت وجهك إلا وتحسّست يأسًا وحيرة في قلوب جلّ المواطنين حتى أنّ هناك من اعتبر أنّ ارتفاع الأسعار أصبح القاسم المشترك بين الجزائريين.
لم يتمكن معظم المواطنين مع حلول الأزمة الاقتصادية من التملص من ضغوطاتهم المعيشية، والتحول من أفراد يعيشون في حالة سلم مع “المال” إلى حالة حرب معه لتوفيره، فجاءت الظروف الاقتصادية الصعبة لتخلق إرهاصات حقيقية في حياة المواطن الذي أصبح يجد الغلاء في كل شيء، مما زاد من معدلات التضخم، وبقيت تلك الأزمة تضغط على الطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة أكثر من غيرهما، فجاءت التحولات المخيفة في محاولة الطبقة الغنية في التمسك بمكانتها في ظل الظروف الاقتصادية المتسارعة فلم تتأثر خزائنهم العامرة بذلك كثيراً، فيما تحولت الطبقة الفقيرة إلى طبقة معدمة تآكلت في ظل تلك الظروف حتى أخذت تعيش في ضنك العيش ولم تجد مصرعها في تلك الأزمة سوى الطبقة المتوسطة التي تآكلت أو ربما ساحت بين الطبقتين، ومازالت تلتقط أنفاسها الأخيرة..
المواطن “سالم .م” يتحدث عن الظروف المعيشية الصعبة التي أصبح يعيشها المواطن، فيقول: هناك أزمة اقتصادية كبيرة أثرت على دخل المواطن بشكل كبير عن السنوات الماضية، ففي السابق كان القليل من المال يكفي لأن يعيش المواطن في رخاء ورغد، وربما استطاع أن يوفر بعض المال لوقت الحاجة، إلا أن الوقت الحالي ألغى تلك الفترة الذهبية وجاءت الأزمة الحالية التي غيرت كثيراً من حال الناس فأصبح الذي راتبه 17000 دينار يعاني من الضغوطات والالتزامات كما الذي راتبه أقل، وأصبح الذي راتبه 20الف لا يعرف كيف يعيش؟، فهناك إيجار الشقة فأصحاب العقار الذين أصبحوا يرفعون من قيمة الإيجار بحجة الغلاء، والضحية المواطن الذي لا يعاني فقط من دفع الإيجار المرتفع، بل من الالتزامات الأخرى من ملبس ومأكل وتسديد فواتير والتزامات الأولاد والأسرة التي لا تنتهي.
إن اللصوص من رجال الأعمال و المسؤولين الفاسدين الذين يسرقون الملايير من خزينة الدولة بدون حسيب ولا رقيب هم سبب ارتفاع الأسعار وهذه الفئة الفاسدة هي الفيروس الذي ينخر الوطن فهم لا يكتفون بالدفاع عن مزاياهم الريعية التي تنخر الخزينة العامة، وإنما يصادرون حتى صوت المواطن البسيط الذي يذمونه ويحتقرونه ويتعالون عليه في حياتهم اليومية، وينصبون أنفسهم وكلاء عليه و يطلبون منا التصويت عند بدئ الانتخابات. على من ؟؟؟ من يغلي المعيشة و يدخل الفقراء في دوامة البحث عن الأكل و الشرب فقط.