قامت مجلة “جون أنفريك” الفرنسية بنشر تقرير تطرقت فيه عن قيام القضاء المصري بتبرئة الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي تم عزله من طرف ثوار 25 يناير.
وقالت الصحيفة :” صور مبارك، وهو ممدد على نقالة، بصحبة نجليه وراء قضبان أكاديمية الشرطة في القاهرة، التي اجتاحت وسائل الإعلام في سنة 2011، قد جسدت حجم السقوط المدوي الذي مني به طاغية مثل مبارك ومن قبله كل من بن علي والقذافي”، مضيفة :” هذه الصور قد أضحت من الماضي، حيث تم إطلاق سراح مبارك بقرار قضائي. فقد قامت النيابة العامة، يوم 13 مارس، بالإفراج عن حسني مبارك تنفيذا لقرار قاضي محكمة النقض، الذي صدر يوم 2 مارس، والذي بُرئ بموجبه مبارك من التهم الموجهة إليه”.
وحول حياته بعد السجن، قالت الصحيفة :” مبارك كان يعيش تحت الإقامة الجبرية، منذ الإطاحة به، في المستشفى العسكري بالمعادي، أحد الأحياء الراقية في القاهرة. وفي هذا الصدد، ذكر فريد الديب، محامي الدفاع عن “الريس”، أن موكله “لن يخرج من المستشفى إلا إذا سمح له الأطباء بذلك، مع العلم أن السلطات لم ترفع عنه حظر السفر بعد”، مضيفة :” لا يزال قيد التحقيق من قبل قسم الكسب غير المشروع. لكن هذا الأمر لا يعتبر مقلقا بالنسبة لهذا الفرعون العجوز الذي نجح في تجاوز تهم أكثر خطورة، من بينها المشاركة في القتل وقضايا فساد أخرى”.
وأشارت لوجون أفريك :” خلال شهر أغسطس في سنة 2011، وجهت العدالة المصرية إلى كل من مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، إضافة إلى ستة مستشارين أمنيين، العديد من التهم، على غرار تزويد قوات الأمن بسيارات وأسلحة بهدف قمع المتظاهرين بين شهري يناير و فبراير 2011. وقد شملت هذه التهم أيضا قضايا بالتورط في أعمال القمع التي خلفت أكثر من 850 متظاهرا، فضلا عن تلقي مبارك، مع نجليه ووزير النفط، عمولات بخصوص عقود تصدير الغاز لإسرائيل”، متابعة ” الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، خدم مصلحة مبارك. ومن هذا المنطلق، مثل نجاح الانقلاب ثم براءة مبارك؛ رمزا لفشل أهداف ثورة 25 يناير”, مواصلة :” حكم تبرئة مبارك أثار استياء ملايين المصريين، وعلى رأسهم أقرباء الضحايا الذين تلقوا خبر النطق بالحكم بمرارة. وفي هذا السياق، قال الصحفي خالد داود، إن “حسني مبارك أضحى قضية قد عفى عنها الزمن، نظرا لأنه في الوقت الحالي يشغل بال المواطنين المصريين قضايا يعتبرونها أكثر أهمية من “محاكمة القرن”، على غرار الصعوبات الاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى الوضع غير المستقر في سيناء”
وختمت المجلة بالقول :” مبارك سيتسنى له أخيرا أن يبتهج، بعد أن سمع بنفسه قاضي محكمة النقض، يوم 2 مارس، وهو يردد “أعلنت المحكمة أن المتهم بريء…”