يبدو أن نهاية تنظيم داعش الذي شغل الدنيا وملأ العالم لن يكون دون تبعات، فعديدة هي الأسئلة التي تطرح حول نهاية هذا الفصيل وكيف سيكون مستقبل مقاتلوه المفخخين بأفكاره.
صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” أعدت تقريرا تحدثت فيه عن مستقبل هذا الفصيل القتالي ومرحلة ما بعد خروج مقاتليه من الموصل، مشيرة أن التحديات كبيرة خصوصا على مستوى المصالحة الوطنية.
وتحدث كاتب التقرير مع عقيد في الجيش العراقي عن مهنية الجيش هناك وما مدى قدرته على مواجهة تنظيم داعش وهزيمته في آخر معاقله المدنية في العراق بمدينة الموصول حيث لم يبدي العقيد أي تفاؤل في مستقبل الجيش العراقي وهذه المواجهة.
وقال التقرير :” العقيد، مثل العراقيين كلهم، يخشى من تحديات المصالحة الوطنية في الموصل ومحافظة نينوى، بل في العراق كله، التي ستكون أصعب من الانتصار في الحرب، وهذا أمر مهم؛ لأن الموصل كانت رمزا لحكم التنظيم في العراق، ومدينة متعددة الهويات وبمؤسسات ضعيفة، وهي امتحان لمرحلة ما بعد الجهاديين”، مضيفا :” التحديات كبيرة، ويجب تجنب اندلاع الاقتتال الطائفي والاثني، الذي منح تنظيم الدولة استغلال الحرمان الذي عانى منه السنة في عراق ما بعد الغزو الأمريكي عام 2003″.
وتابعت الصحيفة ناقلة عن العقيد :” لا أستطيع التكهن أو التخيل؛ لأن كل شخص يتبع قراره، وقرار طائفته ومصالحه الخاصة”، حيث يرى العقيد أن الانتصار العسكري في الموصل هو “بمثابة التقدم للجيش العراقي وليس السياسيين”، الذين يضعون عقبات أمام المصالحة”، مضيفة :” القمة التي انعقدت في واشنطن، برعاية وزارة الخارجية الأمريكية، وشاركت فيها الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، واستمع الحاضرون لخطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهزيمة تنظيم الدولة”.
واعتبر محللو الصحيفة أن هزيمة داعش في سوريا والعراق أصبحت بطبيعة الحال أمرا محتوما، حيث أضافوا :” يجب الحذر في الوقت ذاته من أن الانقسامات المتعددة التي سبقت ظهور تنظيم الدولة ستبقى، بل إنها تفاقمت نتيجة حكم الجهاديين، الذين استهدفوا الشيعة والأكراد والمسيحيين وأبناء السنة، بالإضافة إلى عدد آخر من الأقليات في شمال العراق، ما يعني أن عملية المصالحة الوطنية وعلى المستوى المحلي ستكون صعبة في الموصل وما حولها”.
وزادت الصحيفة نقلا هذه المرة عن رينار منصور، الذي يعمل بمؤسسة “تشاتام هاوس” حيث قالت : هناك الكثير من المشكلات في الموصل وفي محافظة نينوى، التي طغى عليها ظهور تنظيم الدولة، ولا تزال قائمة”، ويضيف منصور: “استخدم السياسيون (تنظيم الدولة) لتبرير المشكلات كلها والوضع الاقتصادي ومصادرة الأراضي والمناطق المتنازع عليها”، ويتابع قائلا: “لديك المشكلات التقليدية التي تتقاطع مع بعضها مشكلات السنة والشيعة والأكراد والشيعة لكن هناك مشكلات أخرى طائفية الطابع، التي أصبحت الآن أكبر أكثر من أي وقت مضى منذ 2003”.