في ندوة تبادل فيها الأطراف المديح في الحوار المشترك، أشاد ممثلو الأزهر بالديانة والمحبة في المسيحية، في الوقت الذي أقر فيه الفاتيران بأن الإسلام هو الدين الأقرب إلى الديانة المسيحية، حيث أكد الجانبان على أهمية معالجة الأسباب التي تجعل التعصب والتطرف والإرهاب والعنف، وأيضا الفقر والأمية والجهل وتوظيف الدين توظيفا سياسيا مع عدم فهم النصوص الدينية فهما صحيحا كما جاء به المشرع.
ونشر الأزهر والفاتيكان بيانا ختاميا تشاركيا حول الندوة التي تم عقدها على مدار يومين بين مركز الحوار بالأزهر والمجلس البابوي بالفاتيكان داخل مشيخة الأزهر بعنوان “دور الأزهر الشريف والفاتيكان في مواجهة ظواهر التعصب والتطرف والعنف”.
وقال البيان:” نطالب باحترام التعددية الدينية والمذهبية والفكرية، والتعاون الجاد لمواجهة حقيقية وفعالة للإرهاب والمنظمات الإرهابية، والعمل على تجفيف منابعه، ومنع الإمدادات بالمال أو السلاح عنه، وكذلك العمل على غلق منافذ التواصل الاجتماعي أمامه، وغير ذلك من الوسائل الفعالة؛ لأجل حماية الشباب من أفكاره الهدامة”، مضيفا :” الندوة أهمية التعامل بين مركز الحوار بالأزهر والمجلس البابوي للحوار بين الأديان، في تفعيل القيم الإنسانية المشتركة في مواجهة التعصب والتطرف والعنف، وإقرار السلام والعيش المشترك والتواصل مع أصحاب القرار؛ لأجل التعاون في إقرار الأمن والتنمية”.
وتابع البيان :” الأزهر والفاتيكران يطالبان بـالمساعدة في الدعوة إلى تخفيف حدة العنف والتوتر بين أتباع الأديان في كثير من بلدان العالم، وضرورة القضاء على ظاهرة بث روح الكراهية والعداء للأديان، والإساءة إلى الرموز الدينية؛ لأنها من مبررات الأعمال العدوانية”، مضيفا :” نرفض المساعدة في الدعوة إلى تخفيف حدة العنف والتوتر بين أتباع الأديان في كثير من بلدان العالم، وضرورة القضاء على ظاهرة بث روح الكراهية والعداء للأديان، والإساءة إلى الرموز الدينية؛ لأنها من مبررات الأعمال العدوانية”.
وقال محمود حمدي زقزوق عضو هيئة الأزهر :” إن التنوع هو قانون الوجود، وإن الحوار ينبغي أن يكون هو اللغة المشتركة التي تسود بين البشر؛ ليزول الالتباس والخلاف، مشددا على أن الأديان قادرة على تجاوز تلك الخلافات بسماحتها”، مضيفا :” لقرآن الكريم حصر الرسالة المحمدية في منهج لا يخفى علينا جميعا، وهو الرحمة، الذي جاء في قوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”، كما أنَّ المسيحية تقوم على المحبة، وهنا يمكن القول إنَّ الرحمة والمحبة وجهان لعملة واحدة، فلا محبة دون رحمة، ولا رحمة دون محبة”.
كما تحدث رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، الكاردينال جون لويس توران الذي قال :” هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الديانات، وإن أقرب الديانات إلى المسيحية هو الإسلام؛ نظرا للعديد من الجوانب المشتركة بين الديانتين، لا سيما على صعيدي العقائد والأخلاق”، متابعا :” لكن للأسف، هناك جماعات من النَّاس تتبنى خطاب الكراهية والعنف، وهذه الجماعات المتطرفة تسعى لفرض معتقداتها الخاطئة بالقوة، وهم متعصبون لأفكارهم المغلوطة، ويكفرون من يخالفهم، وينصبون له العداء، قائلا إننا نعيش في عالم منقسم على نفسه وعنيف؛ نظرا لاعتماد سياسة القوة، وإغفال دور الحوار في نشر السلام”.