اعتبر ميشيل عون الرئيس اللبناني أن اللقاء الذي من المنتظر أن يجمعه بالرئيس المصري الجنرال عبد الفتاح السيسي لن يكون سوى تحصيل حاصل، لأن التفاهم بينهما قائم وواضح، نظرا لتشارك خلفياتهما، وذلك في إشارة إلى قدومهما من المؤسسات العسكرية لبلديهما حسب ما أفادت وسائل إعلام مصرية.
عون وفي حوار له مع صحيفة “الأهرام” المقربة من النظام العسكري المصري القائم في الوقت الحالي قال حول العلاقات التي تجمعه بلاده بمصر :” أعتقد أنه لن نتعذب بالحديث فيها، لأنها علاقات تقليدية وجيدة والحمد لله، ولا يوجد أى شيء (مشكلة) بيننا ومصر حاليا، لكي يتم حلها لأن العلاقات سليمة للغاية”، مضيفا حول الشق الاقتصادي :” الوفد المرافق يضم وزراء يمكن أن يتحدثوا في الموضوع تقنيا مع زملائهم المصريين”.
وقال عون عند الحديث عن الخلفية العسكرية المشتركة بينه وبين الجنرال عبد الفتاح السيسي :” ذلك يخلق صراحة وصداقة؛ لأننا كعسكريين نسلك الطريق الأقصر للتفاهم.. أما الدبلوماسية فطريقها طويل.. ولها تعابير لا تقال، وعلينا الحذر منها، وأعتقد أننا بدأنا تفاهما قبل أن نلتقي”، متابعا حول موضوع “المواجهة المشتركة للإرهاب :” “هذا الموضوع يحتاج متابعة، ويتطلب تنسيقا بين الأجهزة الأمنية في الدول العربية؛ حتى يتم وضع حد لهذه الظاهرة”.
هذا وتطرق عون في ذات الحوار إلى موضوع الداخل اللبناني حيث قال :” توصلنا إلى حل يقارب الهدنة نحاول أن نصنعه سلاما”، مضيفا :” الاتفاق مع جعجع أنهى 30 عاما من الصراعات داخل الكتلة المسيحية، مردفا: “إرث لبنان يحتاج إلى تصحيح طرق الحكم، والتعامل مع القضايا العامة، منهجي في الحكم هو عدم إلغاء أحد للآخر، وأن الخلاف هو الاستثناء، والتفاهم هو الباقي”.
الرئيس اللبناني الذي انتخب مؤخرا، والذي تم دعمه بشكل كبير من طرف حزب الله اللبناني الشيعي، تحدث أيضا عن الأزمة السورية، معتبرا أنا يجب أن تنتهي بسرعة، وأنه يجب التعامل مع الإنقاسامات التي يشهدها العالم العربي بشكل جيد من أجل الدخول في مسار الصلح أو الهدنة على أقل تقدير، مضيفا أنه ينتظر أن يخرج صوت حكيم من داخل الجامعة العربية من أجل إيقاف كل شيء.
ولم ينسي عون الإشادة برئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث قال :” هذه الأزمة السورية تحتاج إلى حل سياسي، في سوريا حكم واقع يتطلع إلى مطالب الشعب، ويعمل على تحقيقها”.
أما بالنسبة للملف الفلسطيني قال الرئيس اللبناني: “فلسطين مثل مكة المكرمة.. القدس بها كل المعالم المسيحية، ومنها انطلق الرسل الذين بشروا العالم.. فهل نقبل أن نهدم حضارة بحجة التفتيش عن هيكل سليمان الذي لم يعثر عليه تاريخيا حتى يهدموا المسجد الأقصى؟”، مضيفا :” ألا يَرى العرب أن إسرائيل تسعى إلى محو كل ما هو فلسطيني؟، عار تاريخي يلحق بالعرب إذا نجحت إسرائيل في إلغاء الهوية والأرض الفلسطينية، وتفريغ الأماكن المقدسة من المسلمين والمسيحيين”.