هاجم عدد كبير من مؤيدي النظام المصري الداعية اليمني الحبيب علي الجفري الذي كان قد ألقى خطابا في الكلية الحربية المصرية، يمجد فيه الجيش المصري بحضور عبد الفتاح السيسي رئيس النظام، في إطار الندوة التثقيفية للقات المسلحة والتي كانت تحت عنوان ” إرادة أمة”.
ردود الفعل تنوعت ما بين توبيخ وسخرية ورفض، وهجوم بالجهل التاريخي والسيسي، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الرئيس التحرير السابق لصحيفة الأهرام المصريه عبد الناصر سلامة، في مقال له بجريدة “المصري اليوم” بعنوان “هل هي الملهاة” : “المدعو حبيب الجفري، بديلا لعلماء الأزهر في إحدى الندوات الرسمية، قد يكون بديلا لشيخ الأزهر ذاته، أو لوزير الأوقاف، في إشارة بالغة الدلالة على أن هناك شيئا ما خطأ”، مضيفا :” هناك خطأ في التفكير، كما في التخطيط، كما في الرؤية للمستقبل، ذلك أن شيخ الأزهر، أو حتى علماء الأزهر عموما، ليسوا ملكية خاصة مصرية، أو تمثيلا مصريا خالصا”.
سلامة انتقد السيسي في مقاله قائلا :” لا يجب أبدا التعامل مع الأزهر، كما برنامج “ما يطلبه المستمعون”، نريد أن نسمع هذه الفتوى، أو نريد أن نشاهد هذا التجديد، أيضا لا يمكن التعامل مع الأزهر بصيغة الأمر، أمرنا نحن بإصدار هذه الموعظة، أو اعتماد هذا العنوان لخطبة الجمعة”، مضيفا :” هناك هيئة لكبار العلماء لا يجب أبدا تجاهلها، هناك مجمع للبحوث الإسلامية يجب الاستماع إليه، ما دون ذلك عبث ما بعده عبث، هو في حقيقته تهريج، كما هو الحال مع الجفري وصديقه الأزهري الموعود، أو مع ميزو أو مظهريكو أو جنديكو، وإلا لو كان الرأي العام يثق في هؤلاء، فلماذا تلجؤون للأزهر؟”.
وواصل الكاتب الرسائل التي يوجهها للسيسي بشكل غير مباشر، عبر القول :” الأزهر ليس مسؤولا عما جرى للاقتصاد، ولا ما جرى للجنيه، ولا ما جرى من انقسام في المجتمع، الأزهر ليس مسؤولا عن هذا الغلاء الفاحش، ولا هذا الفقر المدقع، ولا هذه البطالة غير المسبوقة، أيضا الأزهر ليس مسؤولا عن ارتفاع معدلات الطلاق، ولا حتى ارتفاع نسب العنوسة، مضيفا :” مشكلة الأزهر الحقيقية كانت هي أنه وافق منذ البداية على هذه التحولات التي شهدها المجتمع في السنوات الأخيرة، وها هو يسدد نتيجة مواقفه، وها هي الملهاة مستمرة”.
أما الروائي يوسف زيدان، فقد نشر تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان “إظهار التحريف فيما قيل بجلسة التثقيف، متهما الحبيب الجفري بتحريف الوقائع التاريخية ومجاملة الجيش المصري بما ليس فيه حيث قال موجها كلامه للمصريين :” أنتم في غنى عن مدحكم بما ليس فيكم” على حد وصفه.
وقال زيدان وهو مؤيد للنظام العسكري في مصر :” الكلام اللطيف الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، عن مدح النبي لجيش مصر “خطأ”، فقد توفي النبي، ولم يكن لمصر جيش أصلا، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي، ومن قبله الجيش الروماني”، مضيفا :” الكلام المُجامل الذي قاله الحبيب الجفري، وإشارته إلى عظمة بيبرس، التي ظهرت في مصر، ولم تظهر في بلاده “خطأ”؛ لأن بيبرس الذي كان مملوكا من “أولاد الناس”، يعني لا يُعرف له أبٌ، جُلب إلى مصر طفلا، ولم يكن بمقدوره إظهار أي شيء في طفولته، والذي ظهر منه في مصر، لم يكن فيه عظمة بأي معنى، فقد شارك في موقعة عين جالوت للحفاظ على سلطة المماليك، وحُكمهم لمصر، وفور انتهاء الموقعة تآمر على صاحبه قطز، وقتله غدرا، وحكم البلاد بدلا منه، عملا بالقاعدة المملوكية الحقيرة: “الحُكم لمن غلب، ولو بالغدر”.. فأين هذه العظمة الموهومة”.