في تقرير لها سلطت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الألمانية الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه روسيا في الحرب الليبية، تماما كما تلعب في سوريا، معتبرة أنها تقوم بنشر الفوضى والعنف بشكل واسع ومشاهد، مشيرة إلى دعم فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي للواء خليفة حفتر المتقاعد وهو ما جعل الأوضاع معقدة، كما أن موسكو تعرقل جميع الوساطات الدولية الهادفة إيجاد أي حل سلمي هذا الصراع.
وقالت التقرير في بدايته :” المشهد الليبي يطغى عليه خليط من التمترس السياسي والاقتتال الداخلي والجريمة، ما خلق وضعا ضبابيا قابلا للانفجار في أي لحظة. وقد تعمق الانقسام الداخلي مؤخرا، خاصة أن حكومة فائز السراج، المدعومة من الأمم المتحدة، لا تزال غير قادرة على بسط سيطرتها على مقرات الوزارات في العاصمة، فضلا عن أن القيادة السياسية في شرق ليبيا ترفض الاعتراف بحكومة السراج”، مضيفة في نقل عن الباحث محمد الجارح، بمركز دراسات “المجلس الأطلسي” الذي قال :” من المنتظر أن تتصاعد موجة العنف أكثر خلال الفترة القادمة، بسبب وجود أمراء الحرب، وخاصة خليفة حفتر الذي يقود ما سماه بالجيش الوطني، والذي ازداد قوة ونفوذا بفضل الدعم الخارجي. في الواقع، ويسعى حفتر للسيطرة على كامل ليبيا بقوة السلاح، إلا ان هذا الجنرال المتقاعد لا يحظى بأي شعبية في الغرب”، مضيفا :” الأوضاع في مدينة مصراتة، النقطة الأهم في الغرب، تنذر بالخطر، إذ إن القوى المعتدلة هناك تدعم حكومة الوفاق لأسباب براغماتية بحتة، ومنذ تعرض تنظيم الدولة للهزيمة في سرت، التي كانت معقلا للثورة ضد نظام القذافي، ظهرت العديد من المؤشرات التي تمهد لمواجهة قريبة بين المجموعات الموجودة في هذه المدينة وقوات خليفة حفتر”.
وعن مساعدات روسيا أفادت الصحيفة :” وتين يساند حفتر في هذا الصراع الدائر. ومساندة موسكو لحفتر جعلته يشعر بأنه في موقع قوة على طاولة المفاوضات؛ لأنه يحظى بدعم بعض اللاعبين المؤثرين، خاصة في موسكو. ويعتبر هذا الحلف أن الثورة الليبية هي مؤامرة يقف وراءها الغرب، على غرار “الثورات الملونة” التي اندلعت في أوروبا الشرقية”، متابعة :” تعتقد موسكو أن حالة الضعف المؤقتة التي عاشتها في عهد الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، كانت السبب وراء فشلها في تعطيل قرار مجلس الأمن الدولي حول التدخل العسكري في ليبيا، وهو ما أدى لإسقاط نظام القذافي وخسارتها للعديد من المصالح في ليبيا، خاصة في مجالات عقود التسلح والطاقة والبنية التحتية، التي تصل قيمتها إلى ما لا يقل عن أربعة مليارات دولار”.
وتحدث الصحيفة الألمانية عن الأوضاع التي تعيشها ليبيا منذ الثورة وبعد مقتل معمر القذافي، حيث قالت واصفة :” الحالة التي وصلت إليها الأوضاع في ليبيا تعكس فشل المجتمع الدولي في التدخل في هذا البلد، وهو ما فتح المجال لروسيا لتوسيع نفوذها الاستراتيجي. وفي الأثناء، لطالما أعلنت روسيا رسميا عن مساندتها لحكومة فائز السراج، ولكنها لم تفوت أي فرصة لانتقاد هذه المبادرة التي تدعمها الأمم المتحدة ووصف هذا الهيكل الدولي بأنه غير فعال، كما واصلت دعمها لحفتر في الميدان”.