جدد محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، والذي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية المصرية بعيد الإنقلاب العسكري تحذيره للحكام العربي من اقبار الثورات السلمية ما قد يفتح بابا كبيرا للثورة العنيفة.
البرادعي في ظهوره خلال الجزء الخميس للقائه مع برنامج “وفي رواية أخرى” على شاشة التلفزيون العربي لخص المشاكل التي تعيشها بعض البلاد العربية في ثلاثة نقاط، وهي الحرية والمعرفة والمساواة معتبرا أن الثورة لم تفشل، معتبرا أن هذه الثورات تأخذ وقتا كبيرا من أجل تحقيق أهدافها.
وقال البرادعي في رسالته :” من يجعل الثورة السلمية مستحيلة، هو من يفتح الطريق للثورة العنيفة، الثورة السلمية تأتي إذا لم يكن هناك إصلاح، وإذا لم تفتح الطريق للثورة السلمية فسيعقبها ثورة عنيفة”، مضيفا :” يجب أن يعمل الحكام العرب على تجنيب بلادهم الثورات وتكلفتها، بالمبادرة للإصلاح، والمصالحة الوطنية بين مكونات المجتمع كافة”.
وتحدث البرادعي عن الثورة السورية التي اتجهت نحو الحرب بعد تدخل عدد من الأطراف الخارجية حيث قال :” الثورة في سوريا اختطفت من قوى عالمية وإقليمية، والشعب السوري هو من دفع الثمن، لأجل ذلك أقول يا إخواننا بادروا للإصلاح، لأنه عندما تقوم الثورات.. تبعاتها ثقيلة وفادحة”.
وتابع البرادعي :” أنا أدعو إلى مؤتمر يشبه “صلح وستفاليا” الذي عُقد في القرن السابع عشر، وأنهى حرب الثلاثين عاما في أوروبا، بين دول منطقة الشرق الأوسط، المنطقة عندنا وصلت الآن لحالة من الدمار والتفجر والتهتك، فلا بد من مؤتمر مثل هذا يشمل كل مشاكلنا دي بما فيها القضية الفلسطينية والشيعة والسنة والعلاقات الإقليمية والحكم الرشيد”.
وتحدث البرادعي عن التعامل الحالي من طرف الغرب مع المسلمين حيث قال :” الغرب قد يمنع دخول أي مسلم بسبب الهجمات الإرهابية، ما يشهده العالم “أسلمة التطرف”، وليس “التطرف الإسلامي””.
واعتبر البرادعي أن منظمة الأمم المتحدة ليس فاعلة حيث قال :” الأمم المتحدة تعكس مصالح الدول الأعضاء الذين يملكون القوة بمختلف أشكالها، ونظرا لأن العرب ليس لهم قوة حاليا، فإنهم مهمشون، وأي قضايا لهم كالقضية الفلسطينية، تم تجنيبها”، مضيفا :” مؤسسات الأمم المتحدة الحالية غير قادرة، وغير فاعلة، المجتمع الدولي أصبح متهتكا، والحكومات أصبحت غير قادرة على التعامل مع العالم الجديد والمشكلات بداية من التطرف للجريمة المنظمة لنزع السلاح”.
وختم البرادعي كلامه بالحديث عن الصورة التي انتشرت له والذي كان يحمل فيها ساعة تشير إلى الساعة 11 و12 دقيقة، والذي كان الإعلام المصري قد اتهمه بكونه يشير إلى الساعة التي تم فيها تفجير كنيسة القاهرة، حيث بنى الإعلام بعد التصورات أن البرادعي هو الذي أعطى شارة إنطلاق هذه العملية التفجيرية.
وعن التفسير قال البرادعي :” الصورة مصدرها موقع جائزة نوبل للسلام على “فيسبوك”، وكل عام يغيرون قرب العقرب من منتصف الليل على اعتبار مدى قربنا من الهلاك”، مضيفا :” الساعة المعروضة، هدية من زوجتي، عندما حصلت على “نوبل للسلام”، أنا ماعرفش الحقيقة، من يطلقون على أنفسهم إعلاميين؛ هل يهدفون إلى تغييب العقل، أو أنهم مايعرفوش يقرأوا ويكتبوا؟”.